تونس.. المطلوب تفجير المجتمع
لا يمكن فهم تقديم الرئيس التونسي لمشروع قانون للبرلمان، يطالب فيه بالمساواة بالميراث بين الرجل والمرأة على نقيض ما هو معمول به حاليا، ونقيض أحكام الشريعة الإسلامية، إلا من باب بث الفرقة والكراهية والفتنة في المجتمع.
هذا رأيي بالتأكيد، لكنه رأي شخصية لا يمكن أن توصف بأنها إسلامية على الإطلاق، إنه رأي المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق الذي اتهم الرئيس السبسي في تدوينة على صفحته على فيسيوك بـ"بذر بذور الفرقة والخصام والكراهية بين التونسيين في وقت نحن بأمس الحاجة لتكاتف الجهود لمواجهة التحديات الهائلة التي تهدد هذا الجيل وخاصة الأجيال المقبلة".
لا أعتقد أنها وصفة تونسية بحتة، بل هي تحمل بصمات القوى التي لا زالت تقف وتدعم الثورات المضادة في العالم العربي.
لا أحد يعتقد الآن أن أولى أوليات المجتمع التونسي هو المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، ولا أحد يعتقد أنه إذا حصل وسن القانون ستنتهي مشاكل تونس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وسيعم الرخاء أرجاء تونس الخضراء، وسينعم التونسيون بالحرية والكرامة، وسيتراجع الفساد والاستبداد.
كل من يقف وراء مشروع القانون هذا يعلم أنه يحمل في طياته بذور الانقسام في المجتمع التونسي، وأنه مثار خلاف شديد، ويعلمون أن هذا المشروع ليس أولوية للشعب التونسي، ولم تخرج مظاهرات عارمة للمطالبة به، بل العكس هو الذي حصل، ويعلمون أن مشروع هذا القانون ليس الوصفة السحرية لحل أزمات تونس، فلماذا يقدمون عليه؟!! إن وراء الأكمة ما وراءها.
السبيل الثلاثاء 14/8/218