ترامب و"أونروا"
يغرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعشرات الفضائح الاخلاقية، والأخطاء السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والحروب التجارية العبثية، ومع ذلك فقد وجد الوقت المناسب للتجرؤ بنقل السفارة الاميركية إلى القُدس، والآن يقطع المساعدات عن الاونروا، ويجهّز لقرار تاريخي بشأن حق العودة ووضع اللاجئين الفلسطينيين.
القناة الاسرائيلية الثانية تكشف أنّ الادارة الأميركية "تتجه مع بداية الشهر المقبل لإعلان خطوات تهدف لإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين”، وذكرت أنّها "ستعتبر أن اللاجئين الفلسطينيين يبلغ عددهم نصف مليون لاجئ فقط، وليس 5 ملايين كما تقول منظمة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)"، في إشارة إلى الاعتراف فقط بالأشخاص الذين هجرتهم العصابات الصهيونية من قراهم ومدنهم عام 1948.
وعلى الرغم من الاعتراضات الواسعة على قرار نقل السفارة، فقد صارت أمراً واقعاً، وفي تقديرنا أنّ العالم سيعترض أيضاً على القرار الجديد ولكنّ الرئيس المتخبط سيصرّ على رأيه، وسيعلن عن الغاء حق العودة، على أنّ ما جرى بالنسبة للقُدس مختلف تماماً عن مسألة اللاجئين، فالأول قرار أميركي، أمّا الثاني فيتعلق بإرادة المجتمع الدولي الذي لا يؤشر أيّ شيء إلى سحب اعترافه.
المسألة، هنا، تتعلق بالمال، ودعم الاونروا، وإذا كانت واشنطن سحبت دعمها، فهذا لا يعني نهاية الدنيا، والمطلوب حملة دولية لتغطية ذاك العجز المتوقع، ولعلّ هذا ما تقوم به الدبلوماسية الأردنية الآن، والنشاطات المتعددة التي يقوم بها الوزير أيمن الصفدي باعتبار أنّ الأردن سيكون على رأس قائمة المتضررين
السبيل 26/8/2018 - الاحد