على طاولة الرزاز
لستُ أتحدّث عن البرجين على الدوار السادس اللذين صارا علامة فارقة على فشل أردني ذريع، ويمكن لرئيس الحكومة أن يراهما يومياً من مكتبه في الدوار الرابع، وقد صارا صنمين قبيحين في زمن لا عبادة فيه للأصنام، ولا أكتب عن مشاريع مشابهة وهي كثيرة.
أنا، هنا، أتحدّث فقط عن مشروع وضع حجر أساسه جلالة الملك شخصياً، وأخذ من غابة دبين نحو مائتين وخمسين دونماً، وقُطعت من أجله مئات الأشجار المعمّرة، ولكنّه يبدو منذ سنوات مجرّد خربة اسمنتية يمرّ من جانبها سكان المنطقة والمصطافون فيتندرون على الاستسهال واللامسؤولية التي تتعامل من خلالها الحكومات مع المسألة الاستثمارية.
الهدف كان طموحاً، حيث اقامة فندق كبير ومجموعة فلل ومطاعم، في منطقة ساحرة الجمال، للمساهمة في ترويج المنطقة للسياح العرب والاجانب، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على أهالي المنطقة، ولكنّه تعثّر لسبب أو لآخر، وصار كغيره رمزاً للفشل الذريع.
لو كنتُ مكان الدكتور عمر الرزاز لزرت الموقع شخصياً، وتجوّلت فيه، وأعدت دراسة ملفّه، واتخذت القرارات السريعة، لأنّه كان ملكية عامة لمؤسسة الضمان الاجتماعي التي تخلّت عن الأراضي والأشجار ولم تحصل بالمقابل إلاّ على خربة اسمنتية قد تُصبح آيلة للسقوط في أيّ وقت.
السبيل - الاثنين 27/8/2018