روسيا تحذر من هجوم كيميائي.. الله يستر
روسيا تحذر وتقول إن المعارضة تحضر لهجوم كيميائي في إدلب لتحميل دمشق المسؤولية عنه، واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا، وتزيد أن بريطانيا تساعد في تلك التحضيرات!!
موسكو حتى هذه اللحظة لم تعترف بأي هجوم كيميائي حصل في سوريا، رغم سقوط آلاف الضحايا بهذا السلاح بدءا من مجزرة الغوطة الأولى في 21 آب 2013 وحتى مجرزة دوما الكيميائية في شهر نيسان 2018.
موسكو تتبنى رواية النظام السوري بشكل كامل فيما يتعلق بتلك الهجمات، فهي إما مسرحيات مفبركة من قبل المعارضة لاستدرار العطف العالمي، وإذا ما تأكد استخدام سلاح كيماوي ولم يعد الإنكار مجديا فالمتهم هو المعارضة ولذات السبب.
على أن المسألة اليوم تبدو ذات أبعاد خطيرة، فتحذير الروس هذا قد يعني أيضا أن موسكو تريد التغطية على هجوم كيميائي محتمل قد يشنه النظام السوري على المعارضة سواء كان ذلك بعلمها أم بدون علمها.
من جهة أخرى قد يكون التحذير من باب الحرب النفسية التي تشن على المعارضة في إدلب، فالتحذير الروسي يحمل رسالة ضمنية للمعارضة وخصوصا للسكان المدنيين في مناطقهم بأن هناك هجوما كيميائيا قادما، ما قد يثبط من معنويات المقاتلين والمدنيين ويدفعهم إلى عقد مصالحات مع النظام تماما كما حصل في درعا.
لا يمكن الثقة كثيرا بالتحذير الروسي لعدة أسباب، أولاها إن كانت المعارضة قادرة على شن هجوم كيميائي فلم لا تشنه على قوات النظام والموالين له، بدل أن تشنه على الموالين لها؟!
أما حكاية استدرار تعاطف الغرب وتقديم مبررات له باستخدام القوة ضد النظام السوري، فقد أصبحت حكاية مملة لا يصدقها أحد، إذ أثبتت التجربة بما لا يدع مجالا للشك في أن الغرب لن يقدم على إسقاط نظام بشار الأسد، ولو كانت لديه النية فإن عشرات بل مئات المبررات كانت تحت يديه منذ اندلاع الثورة، لكنه لم يستخدمها كما تدعي موسكو.
السبيل - الاثنين 27/8/2018