تقليص دعم «أونروا».. ابتزاز سياسي
لا أعتقد أن أحدا يظن أن الأموال التي تدفعها واشنطن للأونروا هي لسواد عيون الفلسطينيين، أو من قبيل تقديم العون والمساعدة لأناس يحتاجونها. لا، المسألة هنا
سياسية بحتة.
تحتاج الولايات المتحدة، أكبر داعم وضامن لبقاء الكيان الصهيوني وتفوقه في المنطقة، وأكبر منحاز للرواية الصهيونية، وهي التي فرضت نفسها راعيا أوحد لعملية السلام، تحتاج أن يكون لها ذراع في كل مؤسسة مختصة
بالقضية الفلسطينية.
واشنطن تحاول من خلال دعمها للاونروا التأثير في سياساتها العامة، وقراراتها بما يخدم الطرف الصهيوني، ويضعف الطرف الفلسطيني، وهي تحاول ذلك من خلال التلويح دائما بتقليص الدعم أو تعليقه أو تجميده.
الأمر الآخر هو أن بقاء الاونروا يعني بصيص أمل للاجئين، واعترافا بحقوقهم حتى لو لم تتحقق على أرض الواقع، إلا أن انعدام هذا الأمل يعني الإحباط واليأس مما قد يعني الثورة ورفض الأمر الواقع.
ومرتبط بهذا الأمر فإن واشنطن، ومعها تل أبيب، معنية باستقرار المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون، فهي ليست معنية بخلق اضطرابات وقلاقل في الأردن ولبنان والضفة الغربية وغزة، ما قد يؤثر في الاستقرار في المنطقة.
من هنا فإن سد عجز موازنة الاونروا الناشئ عن الموقف الأمريكي، واستمرار الوكالة بتقديم خدماتها المعتادة، يعني سحب ورقة ضغط من يد واشنطن، ويعني أن واشنطن لن تعود قادرة على توجيه سياسة الاونروا، مما سيضطرها لاحقا للتفكير بإعادة الدعم.
السبيل - الاربعاء 29/8/2018