فعالية أبو علي مصطفى.. منـــع بـــلا طعـم
لم أفهم لماذا منع محافظ العاصمة، سعيد الشهاب، إحياء ذكرى رحيل السياسي الفلسطيني أبو علي مصطفى، والتي كان حزب الوحدة الشعبية ينوي إقامتها الأربعاء في ساحة مقره، تحت عنوان «دعماً
للشعب الفلسطيني».
لست من مريدي الرجل، ولي ملاحظات عميقة على الحزب المحتفي به، لكني لست مع منع الفعالية مهما كانت المبررات والحجج التي تستند لها الحكومة.
بعض الرؤوس الحامية، لا زالت تستحضر ذكريات ايلول، رغم اننا تسامحنا معها كمجموع شعبي وطني وانتهت الى غير رجعة، وكان واجبا على الحكومة ادارة الظهر لتلك الصيحات.
عند استشهاد أبو علي مصطفى ابرق الملك عبد الله الثاني شخصيًا برسالة إلى ياسر عرفات، معزيًا إياه بالشهيد، ومؤكدًا أن «هذا المصاب الأليم يؤكد الحاجة إلى بذل جهود دولية من أجل وقف فوري لأعمال العنف والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
الحكومة أيضًا أدانت على لسان وزير الإعلام في حينه، صالح القلاب، اغتيال الشهيد، معتبرةً إياه «عملًا عدوانيًا جنونيًا وغادرًا ولا أخلاقيًا».
كما حضرت بيت عزاء الشهيد في عمّان وفود ضمت وزراء ونوابًا، وعلى مدار 16 عامًا مضت، أقام حزب الوحدة الشعبية فعالية تأبين أبو علي مصطفى بشكل سنوي، ولم تصدر أي من هذه الاعتراضات التي تبرر نفسها بأحداث عمرها 47 عاما.
في عام 1984، قام الملك حسين بطي احداث ايلول من خلال استضافة الاردن الدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، وافتتحه شخصيا بعبارات هامة ابرزها: «أيها الإخوة والأخوات، إن التئام مجلسكم في عمّان، هو اتحاد إرادتكم بإرادة شعبكم في الوطن المحتل، وفي كل مكان، مثلما هو التئام جهدين وعزيمتين لشعبين شقيقين انصهرا في تصديهما لذات التحديث ونفس مصدر الخطر، إنه العودة الطبيعية إلى إلى ما ينبغي أن يكون، وما يجب ان يستمر ويتواصل».
على الدولة الاردنية ان لا تستمع للاصوات الشوفينية من كلا الجانبين، وان المراجعة الحقيقية للتاريخ يجب ان تستند دائما الى قاعدة العداء لإسرائيل والدعم المستمر للاشقاء في فلسطين.
من هنا، ارى ان منع فعالية الحفاوة بأبي علي مصطفي، كان قرارا غير موفق، جانبه الصواب والحكمة، فالتسامح الذي تأسس وتعمق في السنوات الماضية، لا نرضى بتبديده من خلال خوف الدولة من اصوات قليلة شوفينية.
السبيل - الاربعاء 29/8/2018