بلاد الحب
بلاد العجائب وفيها الغرائب بما يكفي ليجعلها دولة السيرك وليس اكثر ما فيه المهرجين وانما عروض النطنطة وجمهور يصفق ويغشى من الضحك وهو لا يجد فرقا بين فقرة القرود ومروضة الاسود، ولم يعد مهما اليقين، او ليس غريبا ان يؤكد القوم ان الارض ليست كروية وانها لا تلف ولا تدور باعتبار ذلك زعرنة وضمن دائرة مكافحة الفساد، وقد افتي مرة ان مركز الكون هنا وليس ملح البحر الميت سوى انه من اجل المحافظة على الحياة بالتجفيف.
ثم يسأل القوم عن عمود الدار وسرعان ما ينحنون له حتى بدون مناسبة رغم جفاف جفونهم وخواء ألبابهم اكثر من بطونهم باعتبار التفكير الروحي المتفوق الذي هو هنا او الان من اجل حفنة خبز او دولارات، او ربما لكسر المادي الذي يرى حلا بملح بارود وليس ملح طعام.
ورغم أن خمسين سنة كفيلة بنقل الدنيا وقد حدث ذلك فعلا ليس هنا طبعا، يطل جيل جديد لم يعد خافيا انه عار تماما ليناطح بمن شبعوا موتا منبريا لتبني قصة سمعها ولا يعرف صفحاتها، ويظن بذلك انه مرفوع الرأس دون ادراك من اي نوع لمجرد حقيقة اسعار الكهرباء التي يدفع فاتورتها صاغرا مسروقا ويستحضر شخصا مضى لينصفه، واكثر من ذلك لا يرى فرقا بمن له ان يقتل والده ليتزوج امه كما يرى السارق مسروقا والقاتل ضحية والفلسطيني عدوا والاسرائيلي ضحية وكل ذلك باعتبار ثقافة الاسود الناصع
والابيض الكالح.
لم تعد كل الهزائم مهمة، وليس هناك من يفكر باستعادة الكرامة او لنزال جديد، واخطر ما كان قبل ايام استحضار اعمدة الفتنة وليس الحكمة، واللبيب من الاشارة يتيح لدماغه ان يجلس بين يديه ليقرأ اكثر كيف هي شلالات الدم، وتكشف اكثر فأكثر ان القوم على قدم وساق استعدادا لنزالات جديدة فيما بينهم، ويستحضرون ايلول وما قبله وما بعده وبلاد الكراهية لتحل الواقعة وما ادراكم
ما الواقعة.
السبيل- الاثنين 3/9/2018