ثقافة مالية
تشرع وزارة التربية والتعليم في تدريس مبحث الثقافة المالية للصف العاشر هذا العام.
ويشتمل المبحث على مواضيع مثل التأمين والريادة والسلوكيات المالية غير المسؤولة مثل التعامل مع الشيكات والكمبيالات والكفالات والوكالات، والإغراق في الدين.
أكثر ما أعجبني هو السلوكيات المالية غير المسؤولة وعلى رأسها الإغراق في الدين.
ما أحوج المواطن الأردني الذي أدمن على أقساط البنوك إلى مراجعة سلوكياته المالية غير المسؤولة!!
وبهذه المناسبة، فقد بلغ إجمالي الدين العام للمملكة حتى شهر حزيران/2018 (28) مليار دينار، قافزا من حوالي (10) مليارات دينار عام 2008.
لم تستطع أي حكومة أردنية منذ عام 2000 وحتى الآن تقليص الدين العام، بل تنافست في زيادته أكثر فأكثر، ويمكن أن نقول إن النجاح الباهر للحكومات الأردنية كان في زيادة المديونية وليس أي شيء آخر، ومع هذا فإن زيادة المديونية رافقها زيادة في نسبة البطالة والفقر، وزيادة في الضرائب والرسوم، وتضخم في أسعار السلع والخدمات، وشبه ثبات في رواتب القطاع العام، كما رافقها تراجع في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين (تعليم، صحة، نقل).
في الحقيقة نحتاج لرجل مثل أينشتاين لفك رموز المعادلة الأردنية: زيادة في المديونية ترافقها زيادة في الضرائب والأسعار وثبات في مداخيل المواطنين وتراجع في الخدمات وزيادة في نسبة البطالة والفقر.
كما يحتاج الطالب أن يتعلم الابتعاد عن السلوكيات المالية غير المسؤولة وعلى رأسها الإغراق في الدين، فإن الحكومات أولى بأن تتعلم هذا، وعليه فلا بد من تدريس هذا المبحث في مجلس الوزراء كذلك.
السبيل - الثلاثاء 4/9/2018