«آل البيت».. أزمة دولة
اقتحام اكاديميين وموظفين لمكتب رئيس جامعة آل البيت، وخلعه من مكانه، ليست حادثة عابرة يمكن ان تمر، وليست قصة تمدن او تحضر، كما انها لا تكفيها معادلة هيبة الدولة التي تتعرض لابتلاء كبير.
ما جرى في مكتب رئيس الجامعة، يعلن بوضوح اننا نقف على ازمة دولة، عميقة الاسباب، ومختلفة المعطيات، مترامية النواحي، لا يكفي معها الطبطبة والسكوت والادانة اللفظية.
جامعات الاطراف، لا بل كل الجامعات، لم تعد ميدانا اكاديميا بقدر كونها توزيعات مناطقية تتصارع فيما بينها على الموارد «الصرة»، وتعمدها لغة الولاء والانتماء المجزوءة الخالية من الكفاءة.
هل أدركت الدولة؟ هل يتوافر لديها من يدرك، ان الجهات الاجتماعية، باتت تعتقد ان المؤسسات العامة الواقعة في مناطقها، هي ملكية خاصة، على الجميع الابتعاد عنها وإلا.
هل طرحت مجسات الدولة اسئلة عن الاسباب التي فعلت بنا كل ذلك، هل كان من بينها سؤال المحسوبية، والتنفيعات، والمحاصصة، وسؤال اكبر عن: لماذا وضعنا الجامعات في الاطراف؟ لماذا جعلناها مناطقية؟ اهي لغايات تنمية المجتمعات المحلية، ام لغايات توزيع العطايا والوظائف؟
اليوم، الملك يتحدث كثيرا ومليا عن الاعتماد على النفس، كما الرزاز الذي ينظّر للانتقال من الريعية الى الانتاج، مقاربات جميلة زاهية، لكنها مرفوضة من قاعدة الدعم والحكم.
مرفوضة لأن تجاوز مسار الريع يعني تجاوز مسار الولاء المحمول اساسا على قاعدة المكاسب الريعية، بالتالي ستقاتل تلك الكتل الاجتماعية من اجل هزيمة مقاربة الاعتماد على الذات، ولعل ما جرى في آل البيت يمثل تحدي لتلك الرؤية وذلك البرنامج.
الازمة بنيوية، وتتدحرج، وهناك حالة انكار لها، فأخطر المعادلات ان تصطدم الدولة ببناها الداخلية، لذلك عليها ان تصحو، وتعيد انتاج المشروع الوطني الاردني، فهو الحامل الاهم والقادر الاعم على حماية الدولة والمجتمع.
السبيل - الثلاثاء 4/9/2018