سؤال للرئيس الرزاز
الدكتور عمر الرزاز، رئيس الوزراء، غرّد في «تويتر» قائلا: «تم اليوم نشر مسودة مشروع قانون ضريبة الدخل، أتمنى منكم قراءته قراءة متأنية، والنظر لأثره على العبء الضريبي والتكافل بين فئات الدخل المختلفة ومحاربة التهرب الضريبي للأفراد والشركات، وسيكون للحكومة جولات ميدانية في كل المحافظات، للحوار والنقاش معكم».
من جهة اخرى، اعلنت الحكومة مشروعها لقانون ضريبة الدخل المعدل، ونشرته على غير موقع من مواقعها، وقالت ان الهدف من ذلك تلقي تغذية راجعة من المواطنين الاردنيين.
كل ما قيل جميل وفاتن، وسؤالي للدكتور عمر الرزاز: ماذا لو كانت مواقف الناس بعد القراءة المتأنية للقانون، سواء في المحافظات، ام على مواقعكم التي نشرتم فيها القانون رافضة وحاسمة في الرفض للقانون؟
هل ستتراجع يا دولة الرئيس؟ هل ستقدّرون موقف الناس وملاحظاتهم وغضبهم، ام ان المسألة «شاوروهم وردوا على شور صندوق النقد الدولي»؟
ادرك ان ثمة سلبية كبيرة، يتعاطى فيها الاردني مع كل ما يصدر من الحكومة، لكن ايضا الناس متعبة اقتصاديا الى حد الثمالة، فقد تأملت الجموع بالرزاز، فإذا به لا يختلف عن سابقه، كأنه مختطف من أدوات مجهولة.
البنوك ملصت من القانون، وكبار المتقاعدين ملصوا، وتم الاستفراد بالافراد والاسر، وتتوقع يا دولة الرئيس ان يتفهم الناس عدالة قامت على رشوة قدمها القانون لجهات بعينها.
خيارات الحكومة المالية والاقتصادية ضيقة، نعرف ذلك، لكن خيارات الناس اكثر ضيقا، وكم نتمنى ان تعرفوا حقيقة ذلك، فقد ثبت ان ارقامكم عن الفقر قديمة (2008)، وكأنكم لا تبالون إلا بالواردات وكم ستكون.
يا دولة الرئيس، تعجبني خطتك بنقل العبء الضريبي من المبيعات للدخل، لكن متى، ولماذا بدأت بضريبة الدخل، فلو جعلتهما متلازمان ربما تفهمنا وشعرنا ببعض العدالة المزعومة.
مرة اخرى، أكرر سؤالي عن الحوار مع الناس، هل ستتراجع الحكومة عن قانونها او تعيد صياغته في حال رفضه الناس، ام ان القصة «عنزة ولو طارت»؟ سننتظر وسنرى تغريدة ما بعد التغذية الراجعة.
السبيل - الاربعاء 12/9/2018