بوتين و«إسرائيل» وسوريا
فلاديمير بوتين ليس من الزعماء الذين يمكن العبث معهم، وتبدو ردود فعله الصارمة متوقعة في حال تعرّضت مصالح بلاده للخطر، أو تمّ التعامل معه باستهانة، وهذا ما تعرفه اسرائيل أصلاً، فلماذا إذن تعمّدت التآمر وصولاً إلى اسقاط الطائرة الروسية بصوارخ سورية روسية؟!
من القرم إلى اسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، وأخرى على الحدود السورية التركية، لم يكن بوتين يمزح بل يستخدم كلّ ما أوتي من قوّة للردّ الحازم والسريع، وقبل أشهر كانت منظومة الصواريخ السورية الروسية «اس ٢٠٠» تُسقط مقاتلة اسرائيلية متطورة لأوّل مرة منذ عشرات السنوات، في رسالة بليغة، يبدو أنّها لم تصل إلى تل أبيب!
الآن، يُعلن بوتين أنّه سيزود الجيش السوري بالمنظومة الأكثر تطوّراً (اس ٣٠٠) قريباً جداً، ويسبقها فعلاً بإرسال وحدات الحرب الالكترونية القادرة على التشويش على أنظمة الملاحة الجوية فوق سوريا، وتعرف إسرائيل سلفاً أنّ الرجل جاد فالمجرّب لا يُجرّب، ومع هذا فلا يبدو أنّ بنيامين نتنياهو مستعد للاعتراف بالخطأ.
هل نحن، إذن، أمام مواجهة روسية إسرائىلية فوق سوريا؟ ذلك أمر مستبعد وستصل الدبلوماسية إلى احتواء الأزمة باعتذار من هنا أو تساهل من هناك، ولكنّنا نشهد تكريس الواقع الجديد، وهو أنّ بوتين هو اللاعب الرئيس في المسألة السورية بامتلاكه كلّ أدوات القوّة.
السبيل - الثلاثاء 25/9/2018