الوقف فكرة إسلامية بديعة
من بين كثير من منجزات الحضارة الإسلامية الراقية، كانت فكرة الوقف. والوقف يعني «حبس العين عن تمليكها لأحد من العباد والتصدق بالمنفعة على مصرف مباح».
ظلت ثقافة الوقف سائدة في العالم الإسلامي حتى انفرط عقده في المائتي سنة الماضية، وتراجعت تلك الثقافة مع تراجع الحضارة الإسلامية، وأصبحت نسيا منسيا، في حين أن الحضارات الأخرى وبالأخص الحضارة الغربية استفادت من هذه الثقافة، بل إن بعض المثقفين عندنا، للأسف، يعتقد أن فكرة الوقف هي فكرة غربية.
وللوقف أشكال عديدة، وقد شهدت الحضارة الإسلامية الكثير منها، حتى الحيوانات أخذت نصيبها من تلك الثقافة، فأوقفت عليها مستشفيات خاصة بها.
أول من أمس افتتح رئيس الوزراء مدرستين وقفيتين في باكورة الوقف التعليمي في المملكة كما جاء في خبر «بترا»، الأولى كانت مدرسة محمد صايل الحسبان الأساسية المختلطة في مدينة المفرق التي تبرع بإنشائها نجله الدكتور ياسين الحسبان وزير الصحة الأسبق، وتتسع لـ 150 طالبا وطالبة.
والثانية مدرسة أحمد حمدان غنيمة الأساسية المختلطة في لواء عين الباشا التي أوقفها الدكتور محمد حمدان وزير التربية والتعليم الأسبق عن روح والده، وتتسع لـ750 طالبا وطالبة.
الوزيران السابقان يستحقان الإشادة وأداء التحية لهما، ويستحقان أضعافهما حين يشكل عملهما قدوة لغيرهما، وفي فقهنا الإسلامي «من دل على خير فله مثل أجر فاعله»، وفي أمثالنا البدوية «راعي الأولة ما ينسبق». فشكرا لهما.
السبيل - الثلاثاء 25/9/2018