اللغة العربية
في الغالب الأعم يلقي المسؤولون خطبهم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بلغة بلادهم الأم. والاستثناء أن يلقي مسؤول خطاب بلاده بغير لغة بلاده الأم؛ من هذه الاستثناءات كانت وزيرة الخارجية النمساوية التي ألقت خطاب بلادها باللغة العربية.
الوزيرة النمساوية لم تلق الخطاب باللغة العربية لأنها متمكنة منها أكثر من لغة بلادها الأم، فقد تحاملت على نفسها لتتحدث باللغة العربية، يتضح ذلك من مخارج حروفها، وبالتأكيد فهي لم تتحدث باللغة العريية لأنها لا تتقن لغة بلادها الأم، أو أنها لا تفتخر بلغة بلادها الأم.
تقول وزيرة خارجية النمسا، كارين كنايسل، إنها فعلت هذا الشيء لأن اللغة العربية هي إحدى ست لغات رسمية معتمدة في الأمم المتحدة. ووصفت كنايسل اللغة العربية بـ»الجميلة والمهمة»، مشيدة بالحضارة التي تمثلها هذه اللغة.
نشكر الوزيرة النمساوية لأنها عرّفتنا على مدى جمال وأهمية لغتنا العربية.
نقول ذلك لأنه لو صرف معالي الدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني كل وقته، وهو يفعل ذلك، لتبيان جمال وأهمية اللغة العربية، فلن يحوز الاهتمام كما حازته وزيرة الخارجية النمساوية، فـ»الإفرنجي برنجي» كما يقولون، وستجد من يقلد السيدة كنايسل تماما كما يقلدون تقليعة البناطيل الممزقة، لكننا لن نجد من يقلد الدكتور خالد الكركي للأسف.
لا أدري كيف استقبل النمساويون خطاب وزيرة خارجية بلادهم باللغة العربية، وإن كنت أظن أنهم استقبلوها من باب المفارقات الطريفة ليس إلا، وأظن أن أياً منهم لم يشعر بالخزي أو بالنقص أو بالصَّغار وهو يستمع لممثلة بلاده تتحدث بلغة غير لغة بلادها الأم، فالقوي لا يضيره استخدام لغة الضعيف.
السبيل - الاحد 30/9/2018