لا وطن لنا سواك

المدينة نيوز – خاص – محرر الشؤون المحلية - : لا يكفي أن تخرج الحكومة إلى الناس متفقدة أوضاعهم بالبدلات الفرنسية غالية الثمن ، وأن يقوم الوزراء أو بعضهم بمسح رؤوس الأطفال في حركات " قرعى " لا تؤمّن هؤلاء الأطفال من خوف ولا تطعمهم من جوع .
خطوة جميلة أن نرى الوزراء والحكومة يخرجون إلى الشوارع والقرى والارياف والبادية في جولات تفقدية وفي حوارات مباشرة ما بين المسئول والمواطن ، ولكن المطلوب ليس تسويق التكافل الحكومي الشعبي فقط وهو ضروري وملح ، بل اتخاذ خطوات حكومية فعلية تقنع الناس بأن هذا النزول من الأبراج العاجية نزول حقيقي وليس ردة فعل ، وأن الحكومة لم تدخر وسعا في التخفيف على الناس ، وأنها تشعر معهم وتحس بهم ومستعدة لتلبية كافة احتياجاتهم ضمن امكانياتها المتاحة ، فإذا تيقن الأردني من ذلك ، فإنه سيهتف ببقائها لا بسقوطها .
في المقابل ، فإن الأردني يدرك واجباته تجاه وطنه ، ويعلم بأنه لا بلد له سوى الأردن ، ولا مستقبل له إلا فيه ، ولطالما ضرب الاردنيون ومن مختلف أصولهم أمثلة عالية في الإخلاص والإنتماء لتراب البلد والولاء لقيادته الهاشمية التي لم تدخر جهدا إلا وبذلته لمصلحة الشعب والوطن .
وإذا كان من البداهة أن على الحكومة واجبات ، وأن للمواطن حقوقا ، فإنه من البداهة كذلك أن على المواطن واجبات أيضا ، فالمرحلة خطيرة وحرجة ، وتستدعي منا جميعا أن يبقى الوطن في قلوبنا وعقولنا لانه لا وطن لنا سواه ، ولان بقاءنا من بقائه .