عن بلدنا هذا الأوان !

لدينا مشكلة ولا مجال للإنكار أو التغاضي، لأن البديل سيء لا قدر الله، والدولة النابهة هي تلك التي توظف المشكلة وأنىَّ كان نوعها في تقوية أركان المسيرة وشحنها بما يلزم من أسباب القوة والمنعة، والتحديات في عرف الأوطان التي تمتلك نمطاً أميز من رجال الدولة، محطات للتزود بأسباب القوة وليس العكس، والتحديات تمنح الأقوياء أصلاً مزيداً من القوة، أما الضعفاء فينهدُّون في مواجهة التحدي وتنكشف ظهورهم للمجهول ولا حول ولا قوة إلا بالله!
نعم... لدينا مشكلة ولا مجال أبداً لإنكارها أو التقليل منها، والقائمون على الأمر مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتصدي والمعالجة، ليس بالقوة المجردة وحدها وهذا خطأ فاحش، وإنما بقوة المنطق التي توظف الإمكانات الإبداعية المتاحة في مواجهة المشكلة، حتى لو تطلب الأمر " غلي الحصى " لإيهام الجياع بأن الحل قادم بإذن الله، وأن ما في " القدر " يكفي وأكثر!
وإلى أن يأتي الحل فأن البيئة الاجتماعية الاقتصادية السياسية الأردنية الراهنة، تتطلب مراجعة جادة ودراسة معمقة لاستلهام النتائج والعبر والدروس، وإذا ما كنا نسير في الاتجاه السليم فبها ونعم، وإن كان الأمر غير ذلك، فإن تغيير المسار ليس عيباً أو نقيصة، وإنما هو الحكمة والحصافة بعينها، وذلك شأن يقرره غالبية الناس لا فئة قليلة منهم!0
الإقليم كله من حولنا يشهد اليوم نذر تطورات كبيرة، والنابهون المسكونون بالحكمة هم من يحسنون التصرف بما يكتب لبلدنا سلامةً من كل شر، وهذا واجب يتحمل الجميع المسؤولية الأولى والأخيرة فيه، ونحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى، مدعوون للمراجعة وتدراك الأمور ووضعها في نصابها الصحيح إزاء سلوك وأداء الدولة بكل مفاصلها الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا إنجاز يتطلب جهوداً وطنية كبرى يقوم عليها رجال دولة أتقياء أنقياء جبلوا على الصدق والنزاهة وخالص الانتماء والبعد عن النفاق والضعف والانتهازية، وليس في نفوسهم توق لعصيبةٍ أو ترددٍ أو ضيقِ أُفق، بل هم رجال رفعةٌ في الخلق والقدرة على قراءة الواقع بعيون صافية واستشراف المستقبل بل وصناعته بكفاية تخدم البلدَ كله بسائر مواطنيه وبكل همومه وتطلعاته.. والله من وراء القصد!

شحادة أبو بقر

She _ abubakar@yahoo.com