من يحارب اللغة العربية؟!
تفيد الدراسات أن اللغة العربية هي من أثرى اللغات في العالم وأكثرها مفردات. وحسب تلك الدراسات، فإن اللغة العربية تضم بين جنباتها أكثر من 12 مليون مفردة، في حين أن اللغة الانجليزية، التي تعد اليوم أشهر لغات العالم وأكثرها انتشارا، لا يتعدى عدد مفرداتها الـ 600 ألف كلمة فقط، أي 1/24 مما تحتويه اللغة العربية، فيما اللغة الفرنسية تحتوي على 150 ألف كلمة فقط.
هذا الثراء اللغوي لا ينعكس على واقع تلك اللغة الرائعة، واسألوا مسؤولي التعليم ورؤساء الجامعات في جميع البلدان العربية: لم لا تدرسون المواد العلمية والطب باللغة العربية، وتدرسونها باللغة الانجليزية أو الفرنسية؟ سيقولون لك إن اللغة العربية لغة رائعة وجميلة، لكنها لا تستوعب المواد العلمية الحديثة. عجيب!! وهل تستوعب اللغة العبرية التي أخرجها أهلها بعد ان اندثرت أو كادت إلى الحياة، كل العلوم والطب ولا تستوعبها اللغة العربية!!
الجامعات في معظم بلاد العالم باستثناء البلاد العربية والإسلامية تدرس المواد العليمة والطبية بلغتها الأم. هل كل تلك اللغات تستوعب العلم الحديث باستثناء اللغة العربية!!
المسألة لا تتعلق باللغة العربية بالذات، وإنما تتعلق بالمكون الحضاري والإسلامي لتلك اللغة، فالفصام بين لغة التعليم وبين اللغة الأم يؤدي إلى قلق وإرباك وتشتت لدى أبناء الأمة العربية، ويؤدي إلى فجوة حضارية.
لا أعتقد أن مسألة اللغة العربية هي مسألة لغوية أو فنية فقط، بل هي مسألة سياسية، بل في صلب المسألة السياسية.
من يحارب اللغة العربية وهو رأس الحربة في الهجمة عليها هم أبناؤها للأسف، ومسؤولية تعزيز اللغة العربية هي مسؤولية الأنظمة الحاكمة، فلغات العالم أجمع تحميها وتعززها أنظمتها الحاكمة.
السبيل - الثلاثاء 9/10/2018