«العمال لا يدخنون»
«العمال لا يدخنون».. أمنيتي أن أرى مثل هذه اللافتة مكتوبة بخط كبير، ومعلقة بشكل بارز على واجهات المطاعم والمخابز والملاحم ومحلات الألبان وكل منشأة تتعامل مع الأطعمة بشكل مباشر.
كم هو مقزز أن ترى العمال في تلك المنشآت يدخنون وهم يقومون بأعمالهم، ترى الواحد منهم لا يتورع أن يضع السيجارة في فمه، وينفث دخانها المسموم وهو يعد لك شطيرة، أو يقلي الفلافل، أو يقطع اللحمة، أو يعد العجين.
كم هو مقزز أن ترى ذلك العامل وهو يدخن خارج المحل، ثم لا يلبث أن ينهي سيجارته ويدخل ليمارس عمله بيديه، ثم يعتقد أنه بذلك قدم معروفا للزبون، أو أنه بذلك استحق وسام النظافة.
ليس في محلات الأطعمة فقط، بل انظروا إلى ذلك الكوّى الذي لا يحلو له كي الثياب إلا وهو يدخن، فينبث دخانه المقرف على الثياب لتصبح رائحتها كريهة، هذا إذا لم يتلفها.
انظروا إلى الباعة في محلات الملابس، كيف يحلو لهم التدخين في المحل حتى تتعشق جميع الثياب تلك الرائحة النتنة الكريهة.
لافتة «العمال لا يدخنون»، مبادرة أتمنى أن تجد استجابة من أحد المطاعم أو المخابز أو محلات الألبان.
أعتقد أن لافتة كهذه ستحفز الزبائن، ونجاح مطعم أو اثنين.. مخبز أو اثنين.. ملحمة أو اثنتين.. محل ألبان أو اثنين، بجذب الزبائن جراء تلك اللافتة سيدفع الآخرين إلى التسابق لتبنيها.
تخيلوا أن يصبح شرط التوظيف في هذه المصالح أن لا يكون المتقدم مدخنا، كم سيساهم هذا في محاربة آفة التدخين الضارة المضرة.
السبيل - الاربعاء 10/10/2018