تعديل معقول
أرى التعديل الذي أجراه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز على فريقه معقولا، ويعطي انطباعا بأنه يحاول تعزيز مشروعه ببعض الوزراء القريبين من منطقه.
طبعا التعديل لا يعجب الناس، ربما لأنهم يتوقعون من الرزاز اكثر فأكثر، او يظنون ان ثمة نهجا جديدا سيكون محمولا بين ثنايا تغيير الوزراء، وتلك توقعات تظلم الرئيس وتحمّله ما لا يحتمل.
اتُهم التعديل بالتزامه بالمناطقية حرفيا، وهذا صحيح، فقد استبدل بوزراء آخرين من ذات المناطق، واتُهم الرئيس بأنه يعتمد على معارفه الشخصية، ولا اظن ذلك عيبا قادحا، فيحق له جلب الفريق الذي يرتاح له.
التعديل لن يحدث انقلابا، ولا نهجا جديدا، لكنه نفسي سيكولوجي من جهة يناسب المرحلة، وقد يأتي بوزراء يدعمون مشروع الرئيس ويدافعون عنه في المرحلة القادمة.
محمد ابو رمان وزير الحقيبتين «الشباب والثقافة»، هو برأيي افضل ما في التعديل، فمن جهة تراه يمثل الطبقة الوسطى المثقفة، ويؤمن بمشروع الرئيس، ومسيس، سيضيف على الحكومة نكهة سياسية افتقدتها.
تعجبني عودة «بسام التلهوني» لوزارة العدل، فوجوده مرة اخرى يشكل استكمالا للمشاريع التي بدأها سابقاً في تطوير القضاء وكان فاعلاً للغاية.
اما تعيين وزيرة تلبس حجابا فهو ارضاء لكتلة الاصلاح البرلمانية، واستجابة للنقد المجتمعي الذي صاحب تعيين سيدات لا يمثلن التنويع الثقافي المظهري للاردنيات، وهذا مؤشر على عدم تصلبه الليبرالي.
عيوب التعديل تكمن في قضية «وزير لوزارتين»، فحجج التوفير غير مقنعة واستهلاكية، ويكفي ان نراقب حجم الانهاك الذي يعيشه وليد المصري جراء حمله حقيبتي النقل والبلديات.
التوفير لا يعني ارهاق الوزراء، ولا يستقيم مع وجود اعداد كبيرة من المستشارين الوهميين والحقيقيين في الوزارات، وهنا تبدو الحركة «وزير لوزارتين» دعائية اكثر منها مدروسة.
في المحصلة، برنامج الحكومة هو برنامج رئيس الوزراء، والرزاز عاني في التشكيل الابتدائي، وكان اقل استقلالية، لكنه في التعديل جاء بمن يساعده سياسيا وفكريا.
السبيل - السبت 13/10/2018