ماذا يوجد على مرمى حجر من معبر جابر؟
لا شك أن فتح معبر جابر مع سوريا كان خبرا سارا لكثير من القطاعات في الأردن، خصوصا قطاعات النقل والزراعة والتجارة.
المعبر الذي أغلق قبل أكثر من ثلاث سنوات إثر سيطرة فصائل من الجيش الحر عليه كلف الاقتصاد الأردني الكثير من الخسائر، ليس هذا فحسب، بل إن الحكومات المتعاقبة حملت إغلاق المعبر مسؤولية «اضطرارها» لاتخاذ قرارات اقتصادية قاسية من رفع للأسعار والضرائب!!
أمس تم فتح المعبر، ودلالات ذلك ليست اقتصادية فحسب، بل هناك دلالات سياسية لا تخطئها العين تتعلق بالثورة السورية التي كلفت الشعب السوري ملايين القتلى والجرحى والنازحين والمهجرين، ناهيك عن الدمار الهائل.
على مرمى حجر من معبر جابر يقبع مخيم الزعتري للاجئين السوريين، هؤلاء لن يحتفلوا بافتتاح المعبر، لأنهم ببساطة لا يستطيعون عبوره إلى أراضيهم ومنازلهم، فلربما صودرت أراضيهم، ولربما هدمت بيوتهم، ولربما لن يجدوا من يستقبلهم هناك من أحبابهم!
ترى لو فكر أحدهم بعبور المعبر من سيستقبله هناك؟ هذا ما لا يريد كثير منهم أن يفكر فيه، فيؤثر السلامة ليرمق المعبر من بعيد، ويكتفي بالسلام على العائدين من هناك، علّ شيئا من رائحة منزله علق في لباس أحدهم!!
السبيل - الثلاثاء 16-10-2018