الحق عاد.. مبارك لنا وعقبال كل فلسطين
من حقنا أن نحتفل بعودة الحق لأهله، ومن حقنا أن تكون سيادتنا على أرضنا غير منقوصة، ولذا لا غرابة أن نشهد احتفالات متواصلة بسيادتنا على كل شبر من خريطتنا الأردنية سواء غضب الكيان الصهيوني أو سلم بالواقع فلا فرق لدينا.
ومن حقنا أيضا أن نتمنى زوال الاحتلال الصهيوني عن كل شبر من أرض فلسطين كل فلسطين، فالحق يجب أن يعود لأصحابه طال الزمن أو قصر، ومن يستولي على ما ليس له لا بد أن يعيده لأصحابه الحقيقيين، لذا فإنه لا تفيد كل محاولات طمس هوية أصحاب الأرض، كما لا تفيد كل محاولات إلغاء دور الأونروا أو غيرها من منظمات دولية فكل ذاك اشكال ثانوية، فطالما بقي محتل سيكون هناك مقاوم.
أمر طبيعي وغير مستغرب أن يزعج قرار عدم تجديد ملحقي الباقورة والغمر في معاهدة السلام، وعدم تجديد تأجيرها، وعودتها لحضن الوطن كاملة غير منقوصة، قادة الكيان الصهيوني العسكريين والأمنيين والسياسيين، فهم يعتقدون أن الزمن زمانهم وكل ما يريدونه يحصل، وكيف لا يفكرون بذاك وهم يرون قائد الولايات المتحدة الاميركية ينفذ ما يريدون ويفعل ما يطلب منه بما يصب في صالح الكيان الصهيوني؟!، فيضرب عرض الحائط بالشرعية الأممية ويمزق الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها أسلافه من أجل عيون كيان محتل.
علينا أن نفتح العيون، فإسرائيل التي كانت تعتقد واهمة أن التأجير لمدة 25 عاما من شأنه خلق واقع جديد، ويغير المعالم، وأن يكون التأجير وسيلة لضم المنطقة للكيان لاحقا، إذ لم يكن يدور في خلد قادة الكيان أبدا أنه سيأتي يوم، ويقرر ملك البلاد، ومن خلفه الشعب الأردني بأكمله، إلغاء ملحق التأجير وإعادة الأرض، سيما وأنهم كانوا يرون أن ميزان القوة لصالحهم وبالتالي كانوا يعدون عدتهم لتجديد التأجير وليس للخروج من الأرض التي احتلوها.
علينا أن نعرف أيضا أن إسرائيل كعادتها ستمارس شتى أنواع المراوغة والهروب من الواقع، وستبث مختلف أنواع الإشاعات المغرضة بهدف زعزعة الموقف، وشخوص العيون لأماكن أخرى، فهي كالثعلب الذي يراوغ دوما وينتظر الوقت المناسب للانقضاض، بيد أن تلاحمنا ووحدة موقفنا وتوحيد كلمتنا وترتيب بيتنا الداخلي سيجعل كل محاولات الكيان الصهيوني يستحيل تصديقها أو التعامل معها.
مبروك لنا، ومبروك علينا، عودة أرضنا كاملة غير منقوصة، ومبروك لكل من كان متيقنا دوما أن الحق لنا ويجب أن يعود سواء كان ميزان القوة لصالح الكيان أو لصالح داعميه، ولذا فإن الحكومة بكل أجهزتها عليها أن تكون متحفزة، وأن تقف في وجه كل الإشاعات المغرضة التي سيبثها الكيان يوميا بهدف زعزعة الموقف، ويأتي في بداية هذا الأمر تخفيف أي احتقان داخلي، وعدم التوسع في تكميم الأفواه.
الالتفاف الرسمي والشعبي الذي حصل حول القرار الملكي بعدم تجديد ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام يجعلنا نعلي الصوت للمطالبة باستثمار هذا الأمر والبناء عليه بما يرطب الأجواء الداخلية بشكل كامل ويعزز الجبهة الداخلية.
ما الضرر أن ندخل في حالة ترطيب بعيدا عن الشد والجذب، وان نفتح بابا لحوار وطني شامل حول قضايا مختلفة على رأسها الملف السياسي الذي يجب فتحه على مصراعيه للتعديل والتغيير بشرط توفر نية الإصلاح بشكل حقيقي وليس تضييعا للوقت وصرف كلمات إنشائية في الهواء.
وأيضا يتوجب على حكومتنا أن تضع خطة واضحة ومحكمة لمواجهة أي تملص إسرائيلي أو مراوغة، فالكيان الصهيوني الذي سيأتي يوم بفعل المقاومة ليرحل عن كل فلسطين، يجيد فن المراوغة واللعب بالكلمات، وبالتالي فإن حكومتنا عليها أن تضع في اعتبارها كل تلك القضايا وأن تكون حاضرة للرد على أي حركة هروب أو تاويل من قبل الكيان.
الغد - الاربعاء 24\10\2018