تحية لجلالة الملك وللشعب الأردني

تم نشره الأربعاء 24 تشرين الأوّل / أكتوبر 2018 12:33 صباحاً
تحية لجلالة الملك وللشعب الأردني
مروان المعشر

قرار جلالة الملك إنهاء ملحقي المعاهدة بما يتعلق بأراضي الباقورة والغمر سيادي بامتياز، ويرسل رسالة واضحة وصارمة لإسرائيل برفض الأردن الرسمي والشعبي لسياساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وضد حل الدولتين، وبالتالي ضد المصلحة الوطنية الأردنية العليا. يحتاج هذا القرار لوقفة شعبية كبيرة وراء جلالة الملك، ووراء الجهود المضنية التي سيكون على الحكومة بذلها في مرحلة التفاوض المقبلة مع اسرائيل لوضع هذا القرار موضع التنفيذ.
في العام 1991، اتفقت سورية ولبنان والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية على الذهاب لمؤتمر مدريد للسلام، ليس حبا بإسرائيل ولكن أملا في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني بما يحقق المصلحة الوطنية الفلسطينية والمصلحة الوطنية الأردنية على حد سواء.
وعندما فوجئ الأردن كما الوفد الفلسطيني المفاوض بوجود قناة سرية أدت لاتفاق أوسلو في شهر آب 1993، امتعض جلالة المغفور له الملك الحسين جدا، لأن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يطلعه على الإطلاق على هذه القناة السرية، ولأن الاتفاق له تأثيرات على الأردن، خاصة وأن فيه ثغرات مقلقة أهمها أنه أجل التفاوض حول مواضيع الحل النهائي مدة عامين، ولم ينجح في تجميد بناء المستوطنات. وأذكر كيف استشاط رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي رحمه الله غضبا، وكيف بقينا في الوفد المفاوض في واشنطن أياما دون توجيه من عمان للتعامل مع ما حدث. في النهاية، شعر جلالة الملك الحسين أن لا خيار أمامه إلا دعم القيادة الفلسطينية وما توصلت إليه مع الحكومة الإسرائيلية، وكان الاعتقاد العربي آنذاك أن فترة الخمس سنوات التي حددتها أوسلو للوصول إلى اتفاق نهائي مقبولة ولن ينتج عنها زيادة كبيرة في حجم المستوطنات.
كنت أيامها الناطق باسم الوفد الأردني، ولم أكن مطلعا على تفاصيل المفاوضات اللاحقة التي أدت للمعاهدة الأردنية الإسرائيلية ولقبول الأردن بتأجير أراضي الباقورة والغمر، وأن قد يعزى السبب للأجواء التي كانت سائدة في حينه من إمكانية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بحلول العام 1999.
بعد ما يقرب من ربع قرن على اتفاقية أوسلو والمعاهدة الأردنية الاسرائيلية، بات واضحا أن ليس في نية إسرائيل إنهاء الاحتلال، وأن عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة زاد من مائتين وخمسين ألفا عام 1993 إلى أكثر من ستمائة وخمسين ألفا اليوم. وبات واضحا أيضا أن فرص حل الدولتين أصبحت شبه معدومة وأن تداعيات ذلك قد تكون كارثية على الأردن تحديداً باعتبار أن إسرائيل لا ترغب بوجود أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها وستحاول بالتالي حل النزاع على حساب الأردن.
ضمن هذه المعطيات الواضحة، فإن قرار جلالة الملك ليس مهما فقط من ناحية الكرامة والعزة الوطنية، ولكن أيضا من ناحية أن أي تقارب مع إسرائيل، وقد أصبح واضحا نيتها عدم إنهاء الاحتلال، بحاجة لإعادة نظر جذرية. ولذا فإن مدلولات القرار تذهب أبعد من الأراضي لتتناول العلاقة بأكملها مع إسرائيل.
لقد حان الوقت لمقاربة رسمية جديدة للعلاقة الأردنية الإسرائيلية. قرار جلالة الملك خطوة مهمة للغاية في هذا الاتجاه، ووقفة إضافية ضد صفقة القرن وكل المحاولات الأميركية والإسرائيلية لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي على حساب الأردن.
سندخل الآن في مرحلة تفاوضية شاقة، لأن إسرائيل ستضغط بكافة الوسائل لتمديد العمل بالاتفاقية السابقة لأراضي الباقورة والغمر، وسنحتاج لشحذ كل الخبرات القانونية الأردنية اللازمة، وهي متوفرة بحمد الله، لاستعادة السيطرة الكاملة على هذه الأراضي، ولإفهام إسرائيل بأن سياساتها العنصرية لن تمر دون معارضة رسمية وشعبية أردنية فاعلة.

الغد - الاربعاء 24\10\2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات