فاجعة البحر الميت: المسؤولية والشجاعة!

تم نشره الثلاثاء 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2018 12:57 صباحاً
فاجعة البحر الميت: المسؤولية والشجاعة!
موفق ملكاوي

عاش الأردن، بجميع من فيه، ليلة حزينة وشعورا كبيرا بالفقد والألم، وهو يتابع الأنباء عن الفاجعة التي حدثت لطلاب الرحلة المدرسية في منطقة البحر الميت، والتي كان عدد الضحايا فيها يزداد باستمرار. ومع كل كشف عن ضحية جديدة، كانت قلوبنا تزداد تمزقا.
لكن ما كنا ننتظره، مثلما يحدث غالبا في العالم المتحضر، هو خروج جهة أو مسؤول ما، ليعلن مسؤوليته، ويقدم استقالته تحت وطأة الشعور الكبير بتأنيب الضمير، والشعور أيضا، أن المحاسبة لا بد قادمة.
العجيب، أن رئيس الوزراء ووزير التربية، كلاهما، عبرا عن الألم نفسه، وانسجما مع الناس في التعبير عن "الأسف" لما حدث، من غير أن يسارع أحدهما إلى وضع النقاط على الحروف، وتحمل المسؤولية الأدبية عن هذه الكارثة، خصوصا أن الأوراق الرسمية التي تم تسريبها تؤكد منح وزارة التربية التصريح للمدرسة بتنظيم هذه الرحلة في يوم الخميس الخامس والعشرين من تشرين الأول، في وقت حذرت فيه مؤسسات السلامة العامة من أن هذا اليوم بالذات سيشهد تقلبات جوية، وأمطارا غزيرة، واحتماليات كبيرة لتشكل السيول، خصوصا بالقرب من مصب الأودية!
هل تعمل الإدارات الحكومية كجزر منعزلة عن بعضها بعضا؟ هل تمنح إحداها تفويضا، بينما تأتي أخرى وتلغيه؟
هذه أسئلة لا بد تبادرت في ذهن العشرات وهم يتابعون تداعيات الكارثة الإنسانية.
من الجيد أن يؤكد رئيس الوزراء أن تحقيقا جديا سيتم في الفاجعة، ولكن وبعيدا عن تحميل المسؤولية لأي جهة كانت: هل كان يتوجب علينا أن تنفطر قلوبنا بفقدان عشرين زهرة من أجمل زهراتنا لكي ننتبه إلى أن البنية التحتية في المنطقة المذكورة لا يمكن أن تكون صديقة لحياة الإنسان؟
عبر سنوات طويلة، ظلت منطقة البحر الميت والجبال والأودية المحيطة بها مصيدة خطرة اقتنصت حياة كثيرين، وأدمت قلوب آخرين، بسبب رداءة البنية التحتية للطرق وعبارات تصريف مياه الأمطار، وقد رأينا بأعيننا خلال عمليات الإنقاذ الأخيرة كيف هي تلك البنية التحتية، وكيف تحطمت بفعل السيول.
سكان تلك المناطق يعتبرون أن فقرهم يجعلهم يدفعون ضريبة أخرى هي الإهمال لحاجاتهم ومتطلباتهم ببنية تحتية تحفظ سلامتهم، ويجهرون بالقول إنه لو كانوا من البيئات الغنية لسارعت الحكومة إلى الاهتمام بمطالبهم.
ينبغي أن تتحمل مسؤولية الفاجعة جهات أخرى إلى جانب المدرسة وإدارتها، ويجب أن تتحلى الجهات المعنية بالأخلاق والشرف المهني للاعتراف بالتقصير.

الغد - الجمعة 26-10-2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات