المقاومة الشعبية الفلسطينية
تمر القضية الفلسطينية في مرحلة تاريخية صعبة، يعتبرها البعض من أصعب المراحل التاريخية التي مرت بها القضية المركزية للأمة العربية.
ففي هذه المرحلة، تصاعدت القرارات والمخططات التصفوية، فيما ظن الاحتلال أن الفرصة مواتية لتنفيذ كل مخططاته، أو أكثرها خطورة.. فالأوضاع الفلسطينية حيث يسود الانقسام تساعد على ذلك. كما أن الأوضاع العربية حيث الدول العربية منشغلة بظروفها وأزماتها الداخلية تساعد على ذلك.. كما أن الأوضاع العالمية تساعد، فالإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب اتخذت من الاجراءات والخطوات والقرارات المناصرة للاحتلال وتصفية القضية ما لم تقم به إدارة أميركية سابقة.
ولكن كما هي الحال دائما في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، فهي إن خفتت في مرحلة بسبب مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية، فانها لا تموت، وإنما تبقى مشتعلة، ولاتتوقف، وتتصاعد بحسب ظروفها وظروف القضية.
وهذا ما حدث أمس، في الضفة الغربية فبعد ساعات من اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشهيدين صالح عمر البرغوثي وأشرف وليد سليمان نعالوة، قام مقاومون فلسطينيون بإطلاق النار باتجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة “بنيامين” شرق مدينة رام الله، فأردوا جنديين وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.
ويلاحظ خلال الآونة الأخيرة، أن المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية، لجأوا إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، بالرغم من كل الظروف المحيطة المحبطة لمثل هذا النوع من المقاومة.
وقد تكون هذه العمليات العسكرية التي تنفذ بالضفة الغربية في هذه المرحلة رسالة واضحة لسلطات الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية التي تستعد للاعلان عن “صفقة القرن” والتي تعتبر فلسطينيا خطة لتصفية القضية الفلسطينية، إن هذه الصفقة لن تمر، ولن تلقى أي نجاح على الصعيد الفلسطيني.
قد تتغاضى سلطات الاحتلال عن الرسائل التي يرسلها الشعب الفلسطيني بشكل يومي والتي مفادها، أن تصفية القضية الفلسطينية مستحيل، وأن المخططات والاجراءات التي تتخذ على هذا الصعيد لن تمر ولن تنجح مهما كان الدعم الدولي الذي تتلقاه، ومهما كانت الظروف الداخلية الفلسطينية، إلا أنها لن تستطيع مع ذلك تمرير ما تخطط له، وستجد دائما مقاومة فلسطينية لمخططاتها.
من المؤكد، أن تتجه سلطات الاحتلال إلى التشدد بمواجهة هذه العمليات. ومن المؤكد أن تسن العديد من التشريعات الجديدة التي ستضاف لعشرات التشريعات الماضية والتي هدفها القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني.. ولكنها لن تتمكن من القضاء على هذه المقاومة. وستدفع هذه الاجراءات والتشريعات والمخططات الشعب الفلسطيني للابداع في مقاومته وتصديه للاحتلال.
الغد- السبت 15-12-2018