هكذا ينظر عباس لحماس
في مقال في صحيفة الشروق المصرية يتحدث رئيس تحريرها الأستاذ عماد الدين حسين عما دار بينه وبين الرئيس محمود عباس في لقاء جانبي ودي عقب لقائه مع صحفيين وإعلاميين مصريين ابان زيارته الأخيرة إلى القاهرة.
ينقل حسين عن عباس رأيه في الإخوان وحركة حماس.
يقول عباس إن «الإخوان يعملون بوضوح مع الأمريكيين، وصار لهم وجود وتمثيل بالكونغرس والبنتاغون والبيت الأبيض، وانتقل معظم قادتهم من لندن وبرلين إلى أمريكا». ويضيف: «حركة حماس الإخوانية صارت تخدم المصالح الإسرائيلية، فما يجري تنفيذه الآن هو وعد بلفور الحقيقي، جوهر الوعد الآن حسب أبومازن هو إلغاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ومنع عودة اللاجئين، وفرض حكم ذاتي في الضفة، ولا مانع من إقامة حتى امبراطورية في غزة، وللأسف فإن حماس تساعدهم في ذلك، حينما ترفض إتمام المصالحة»!!
هذه رؤية عباس لحماس، وهي ليست رؤية جديدة، فمن قبل تبناها المرحوم ياسر عرفات حين كان يعتقد أن حماس صناعة إسرائيلية، وهذه رؤية كثيرين في حركة فتح.
في الواقع لا يوجد دليل مادي واحد يثبت ما يذهب إليه عباس أو ما ذهب إليه عرفات من قبله، وكل ما في الأمر أنها مجرد تحليلات وتقديرات سياسية مبنية على أن فصيل فتح هو الفصيل الفلسطيني الأوحد والأصيل والممثل للفلسطينيين، وأن مشروع هذا الفصيل، (هو في الواقع مشروع وتوجهات القيادة الفتحاوية) هو المشروع الفلسطيني، وأن بروز أي منافس لهذا الفصيل يصب في صالح إضعاف هذا المشروع، وبالتالي يصب في مصلحة وخدمة الاحتلال الذي هو العدو الموضوعي للمشروع الفلسطيني الذي يراه فصيل فتح!!
بنفس المنطق يتحدث عباس حين يعتقد أن حماس تخدم المصالح الإسرائيلية في غزة.
بذات المنطق التحليلي يمكننا القول إن عباس وبضغطه على غزة ومحاصرته لها، يعمل بكل وعي على فصل غزة عن الضفة الغربية، ويساهم مساهمة فعلية في تنفيذ صفقة القرن. فهل هذا ما يسعى إليه؟ وإن كان كذلك فماذا نسمي هذا السلوك؟!
أطرف ما نقله الصحفي المصري عن عباس قوله إن «جوهر وعد بلفور الآن هو إلغاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ومنع عودة اللاجئين»!! وهنا لا نحتاج إلى تحليلات وتخمينات، بل هناك اعترافات والاعتراف سيد الأدلة كما يقولون. فما هو موقف عباس العلني من الدولة الفلسطينية وشكلها، وما هو موقف حركة حماس؟! وما هو موقف عباس العلني من عودة اللاجئين، وما هو موقف حركة حماس؟!
السبيل - الاربعاء 9-1-2019