ذاك الحب ..لا يستحق ان نخطئ
لم يكن يوما مختلفا لها، عن كل ما مضى . ولن تكون الايام الاتية اكثر اختلافا . منذ سنوات ولا تزال تسدد هي حسابات قرار خاطئ لم يكن لها حياة لا وجود لها بها منذ سنوات كان عليها ان تتعلم ان بالحياة هناك خيارات ان اقدمنا عليها سترافقنا طيلة الايام لن نتمكن من التوقف واعلان رفضنا وندمنا عليها .
منذ سنوات كان عليها ان تكون اكثر جرأة واكثر ثقة بالحب لا كمرحلة بل كخيار حياة وعمر وايام آتية . منذ سنوات كان عليها ان تستمع لصوت قلبها وان تمنح ذاتها فرصة، لتكون كما تريد هي- ان تتمكن من الانتصار لحب عمرها - وان تسير بهذا الدرب فان لم تنجح فانها تكون قد تعثرت مرة وعاشت متصالحة مع قلبها وايامها بدلا من ان تتحول كل ايامها الى ندم تعيشه في كل لحظة من لحظات عمرها . عندما يقابلنا الحب ياتينا بلا موعد مسبق يحملنا الى مكان اخر بالعمر اكثر جمالا واكثر صدقا يتغلغل الى اعماقنا نحيا اجمل اللحظات نشعر بالسعادة الحقيقية لوجود انسان اخر بحياتنا بهذا القدر من العمق فالحياة دون رفيق وحبيب يكون لنا اقرب من اي شيء اخر تصبح اكثر صعوبة ....
عندما يقابلنا هذا الحب لا ندرك حينها ان التخلي عنه موجع وان تركه على حافة العمر وحيدا سيزيدنا ألماً وسيغتال اجمل الايام الاتية التي نحياها. عندما يقابلنا الحب نحياه بلحظاته ونعتقد اننا ان لم نتمسك به معنا يشاركنا كل ايام عمرنا القادمة سنتمكن من تخطي هذه المرحلة من جديد لكننا نكتشف ان لا حياة لنا بدونه وان كل الايام القادمة ستكون بلا معنى حقيقي لنخسر انفسنا مرتين الاولى بقرارات خاطئة والثانية بقناعاتنا بان الحياة قد تمنحنا شيئاً افضل
.... شيئاً اقرب الى الوهم الذي نحياه لندرك بعده حقيقة ما خسرناه . وهي منذ سنوات تحيا هذا الوهم .... كل ايامها مشبعة بالندم كيف تمكنت من تجاهل حب عمرها واتخاذ قرار بأن تكمل حياتها بدونه ؟ كيف ارتكبت تلك الخطيئة بحق ذاتها وحياتها وقلبها ؟ هي ليست خيانة بقدر ما هي ضعف اعتقدت انها بامكانها التغلب عليه والغاؤه من ايامها لتتمكن من العيش بسلام تنازلت عن قيمة الفرح الذي كانت تحياه لكنها لم تعتقد ان هذا الحب بذكراه سيلازمها وسيحول كل حياتها الى فصول راوية لن تنتهي بدونه. تعلم جيدا انها لم تعد قادرة على استعادة هذا الحب بالرغم من انه لا يزال نابضا بقلبها
... وتعلم جيدا ان الحياة التي تحياها اليوم باردة موحشة غريبة عنها وعن الاخر لكنها تستمر لانها لا تملك سوى ان تكون وفية لخيار اتخذته يوماً ما لم تدرك حجم الالم الذي سيخلفه لها . كم هي متعبة حياتها وايامها ! كم هي موحشة تلك اللحظات التي لا تشعر بها بنفسها .... تعيش بعالم ليس لها، مطالبة هي ان تمنح كل شيء الا قلبها ونبضاته . كم هي مؤلمة تلك اللحظات التي نتخذ بها قرارات خاطئة بايامنا ؛ نعتقد انها لن تترك اثرا بكل ما هو آت
.... كم هي مؤلمة تلك الايام التي لا تمنحنا شيئاً نحياه هكذا دون اي معنى لاننا نعيش بها غرباء عن انفسنا وعن كل من حولنا .
هي اليوم تحيا في مكان اخر ليس لها بقلبها انين لخيار خاطئ، كان عليه الا يكون ..... وكان ... امام الحب والصدق علينا ان نكون اكثر صدقا لخياراتنا؛ الا نعتقد ان الحياة يمكنها ان تعوضنا عن تلك المشاعر الصادقة الجميلة التي لن تتكرر مع اي انسان اخر الا نخذل انفسنا وقلوبنا وقيمة من احببنا امام اي شيء اخر لان الحياة تصبح اكثر صعوبة واكثر الما لنصل لمرحلة لا نستطيع بها استعادة من نحب ولا نقوى على نسيان ما عشناه يوماً ما وكان الاجمل والاصدق. عندما نتخذ خياراتنا امام الحب لنكن اوفياء لانفسنا ولنبضات قلوبنا فبدونها لن نتمكن من ان نحيا كما نريد لنشقى بالعمر مرات ومرات لان كل الامر لم يكن يستحق خياراتنا الخاطئة امام هذا الحب الكبير
الراي - الخميس 17-1-2019