نظام العلامات.. الرجوع عن الخطأ فضيلة
لم تكابر ادارة جامعة البلقاء التطبيقية في تعاملها مع اعتراضات طلبتها على نظام العلامات الجديد، بل سارعت بالامس إلى إعادة العلامات المئوية الى الاقسام الاكاديمية، لتقوم ببناء منحنى رموزها كما في السابق.
انا شخصيا مع نظام جديد للعلامات، يؤسس لنهاية مرحلة «من دخل المساق الاكاديمي فهو آمن»، ويؤسس ايضا لنهاية مزاجية المدرس في اعطاء العلامات ومنح الامتيازات.
خطوة تراجع الجامعة عن نظام العلامات الجديد، يجب، ان لا يفهم منه البقاء على النظام القديم، بل لابد من طرح نظام علامات جديد مدروس بعناية فائقة، وطرحه للنقاش، ومن ثم اقراره بتوافق يحقق المصلحة العامة.
جامعة البلقاء، استجابت للطلبة واعتراضاتهم، والجيد ان الادارة مقتنعة بعيوب النظام الحالي وعازمة على اجراء تحديث له يتناسب مع ملاحظات الميدان المتراكمة.
لذلك تقرر تشكيل لجنة من المختصين في القياس والتقويم، وأساتذة من اصحاب الاختصاص في الحاسوب، تكون مهمتها دراسة انظمة العلامات المختلفة في الجامعات الاردنية، ليصار لاختيار احدها.
ولعلي اطالب جامعة البلقاء بعدم الاختناق فقط بما هو معمول به في جامعاتنا، فهناك تجارب اوسع في خارج البلاد، كما ان طبيعة الملاحظات على النظام الحالي تستدعي خصوصية قد لا توجد عند الاخرين.
نعم هناك مظالم نقلها كثير من الطلاب حول مزاجية بعض المدرسين في تكييف المنحنى الذي يعطي العلامة النهائية، وهناك افراط في تنجيح الطلاب كأن القدر الاكاديمي في الاردن ان لا يخفق احد.
نظام العلامات الجديد «المفترض» ايا كان سيلقى مقاومة من مجموعة المتضررين منه، لذلك يجب العمل عليه بإخلاص كبير، وتسويقه بطريقة منطقية ومقنعة.
الخلاصة: خطوة ادارة جامعة البلقاء تستحق التقدير، والحركة الطلابية الايجابية اثبتت مفعولها، يبقى ان نمؤسس ذلك في اطار عام عنوانه «البحث عن المنفعة العامة» دون اللجوء لمنطق النكاية والاعتراض او الرفض الاعمى.
السبيل - السبت 19-1-2019