العلاقة مع العراق تبدو واعدة
لقاء رئيس الوزراء عمر الرزاز الاخير مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي، جاء مثمرا، حيث اسفر عن توقيع خمس عشرة اتفاقية اقتصادية بين الاردن والعراق الشقيق.
اضف لذلك، فقد حصلنا على اسعار تفضيلية للنفط العراقي الخام سنلمسها اعتبارا من الشهر الحالي، ناهيك عن فتح المعابر الحدودية ( الكرامة – طريبيل ) امام حركة البضائع والسلع وفق آلية تدرجية.
كما وعقد اتفاق بين الطيران العراقي والملكية الاردنية من اجل التعاون في مختلف المجالات، وجرى التعاقد على اعفاء سلع اردنية من الجمارك، وهناك آمال باسترداد ديون لنا على بغداد.
المهم اننا دخلنا مع العراق في مرحلة «كسر الجمود»، فهناك مصالح متبادلة، واستقرار عراقي معقول، وبتقديري ان بغداد تنظر لنا سياسيا بشكل افضل مما كان سابقا.
ولعل زيارة الملك الاخيرة الى بغداد كانت قد فتحت أفقا جديدا في سماء العلاقة مع العراق، وبثت املا بتجاوز الخلافات والاستقطابات الاقليمية لصالح علاقات الجيرة والاخوة والمصالح.
يبقى ان يتفهم جيراننا في بغداد تلك المعادلة، وان يخرجونا من نظرية القرب والبعد عن طهران، فالعلاقة مع الاردن لها خصوصية، وهي دليل تعافي العراق وعودته لدوره الهام في المنطقة.
ما يجمعنا في العراق ليس الاقتصاد فحسب، بل هناك مصالح مشتركة اخرى يجب تعظيمها، وتحديات يتعين التنسيق حولها من اعلى المستويات.
ولعل اهمها موضوع الارهاب ومواجهة داعش، فكلانا يحتاج للآخر، ولا سيما اذا ما تم انسحاب امريكا من قاعدة التنف، وسعت داعش لملء الفراغ.
تبقى هناك عقدة ايران ووجودها في المفاعيل السياسية في بغداد، هنا يجب علينا كما على الاشقاء تفهم حساسية مواقعنا المختلفة من طهران، وان لا تكون تلك العقدة معرقلا لعلاقة حميمية وصحية بين الطرفين.
يبقى ان نقول ان الاردن مطالب بعلاقة جيدة مع العراق، فتلك مصلحة حيوية، ومطالب ايضا بإحداث اختراق في تلك العلاقة من دون تطبيع العلاقة مع طهران، وتلك معادلة ربما تختبرها مرحلة الانتقال من التوقيع الى تنفيذ الاتفاقات.
السبيل - الاحد 3-2-2019