التعيينات وتدخل الملك
خسر الرزاز كثيرا من رصيده بتعييناته الاخيرة، لكنه خسر اكثر حين اضطر الملك للتدخل، وحضور جلسة طارئة للحكومة تناقش تلك القرارات وتطالب بإعادة النظر فيها.
من حقنا على رئيس الوزراء، عمر الرزاز، ان يوضح لنا المعايير التي اعتمدتها الحكومة للتعيينات الاخيرة في الوظائف العليا داخل مؤسسات وشركات الدولة.
تلك التعيينات، اثارت جدلا واسعا وسخطا، مما اضطرت الملك للتدخل، وقد كان في وسع الحكومة إجراؤها بطريقة ممأسسة، وبمعايير واضحة وشفافة، انسجاما على اقل تقدير مع مصطلحي «النهضة والعقد الاجتماعي» اللذين يرددهما كثيرا.
اكاد اجزم، ان الشفافية في التعيينات غائبة، والا لما تحرك الملك، اما العدالة والمسابقة وتكافؤ الفرص، فلا زالت رهن السؤال، ومطلوب من الحكومة اثبات ان تعييناتها تحمل هذه الصفات الوطنية.
اربعة اسماء من الذين عينتهم الحكومة، هم اشقاء وشقيقات لنواب حاليين، مصادفات او تنفيعات لا ندري، لكنها في النهاية، تثير الريبة والشك وتحتاج الى توضيح او اعتراف او اعتذار او مراجعة.
اتمنى ان افهم، كيف قرر مجلس الوزراء نقل الدكتور خلف هميسات من موقعه في ديوان الخدمة المدنية، الى موقع رئيس مجلس ادارة المناطق الحرة والتنموية.
ما الرابط بين الموقعين، فالعمل في كلا الموقعين يخضع للمهارة التكنوقراطية وليست السياسية، فأي المعايير التي اعتمدت هنا، ولماذا كان هذا التعيين، وما موقع الكفاءة او الاسترضاء من تلك الحركة العبقرية؟
الاسئلة كثيرة، واللغط كبير، والغضب يتجذر، ولا اعرف كيف «سيرقّع» الدكتور الرزاز ما قاله امام شباب المفرق عن «الغد المشرق»، وكيف سيجمع بين نظرياته الرومانسية، وافعاله البعيدة عن الشفافية والمهنية.
لا اعرف كيف نام الرزاز ليلته بعد تدخل الملك، ألم يسأل نفسه عن سوء تقديره عن المساحات التي يدعمه الملك فيها، ألا يدرك ان الملك يستشعر القلق الشعبي اكثر منه، بينما هو يتفنن بصناعة القلق.
الناس –يا دولة الرئيس- يراقبون كل شاردة وواردة، فرغم تعبهم وظروفهم، الا انهم لا زالوا يملكون القدرة على النقد والبصيرة والامل، فلا تقتلوا فيهم ما تبقى، ولا تطردوهم من على الشرفة.
مرة اخرى، اتمنى ان توضح لنا الحكومة كيف كانت التعيينات وما المعايير، وان يتراجعوا عن غير المنصف منها، وهذه كلها مطالب الناس التي اكدها الملك.
عندها سينتهي اللغط، ويتوقف السؤال، ولا اعرف بعدها كم سيتواصل الامل، لكننا على اقل تقدير سننهي حالة «الهذربة» التي لم نعاينها الا في عهد دولة الدكتور، عمر الرزاز.
السبيل الثلاثاء 5-2-2019