إعادة النظر بتراخيص رياض الأطفال
يبدو أن العديد ممن يملكون الأموال قد بدأوا يستثمرونها في دور الحضانة،ورياض الاطفال التي اصبحت ظاهرة في معظم المدن، وخاصة في العاصمة، يجب ان نشجعها ونعمل على التوسع بها لتشمل رياض الأطفال خاصة، القرية الصغيرة قبل المدينة، وان تعمل الجهات الرسمية على تقديم كل الدعم اللازم لانجاحها، بعد ان اثبتت كل الدراسات ان مرحلة ما قبل الصف الاول تعدّ ضرورية واساسية للاطفال.
لكن هذا الامر لا يمنعنا من القول إن واقع العديد من رياض الاطفال لا يبشر بالخير، وان الكثير من القائمين عليها ليس لديهم الحد الأدنى من الخبرة في مجال رياض الأطفال .
رياض الاطفال لا تتوافر فيها الشروط الصحية او ان المبنى لا يصلح لانْ يضم كل هذا العدد من الاطفال، ومن الامثلة ان بعض هذه الرياض تستعمل مدافئ الغاز، أو الكاز، والتي تنعكس بصورة سلبية على صحة الاطفال، إذْ وقع العديد من حوادث الاختناق، أو الاحتراق، أو الايذاء نتيجة الالتصاق بهذه المدافئ.
بعض هذه الرياض تنتشر فيها رائحة الرطوبة والعفن ولديها ادراج تؤدي في بعض الاحيان الى اصابة الاطفال بالاذى، حتى بعض الذين يشرفون على هذه الرياض لا تتوافر لديهم الخبرة، وان اطفالا يبكون طوال الوقت ولا يجدون من يخفف عنهم او يرعاهم، إذْ تكون المعلمة مشغولة بنسج الصوف، او قراءة كتاب، او الحديث مع صديقتها، وانه لا يتم الاعتناء بالطفل الا قبل وقت قصير من عودة أهله لاستلامه.
بعض هذه الرياض تقام داخل المباني السكنية ولا يعلم عنها احد الا الجيران.
رياض الاطفال موضوع يستحق اهتمام المسؤولين في وزارتي التنمية الاجتماعية والتربية والتعليم وان تكون هناك تعليمات واضحة، وان تكون هناك رقابة مشددة، فقد سمعنا مؤخرا عن مخالفات اقل ما يقال عنها إنها خطيرة وتكاد تمس بحياة الأطفال.
الدستور - الاربعاء 20-2-2019