«الملكية».. وهذا الكلام!
دى الاطلاع على تقرير لجنة مجلس النواب بالنسبة لأوضاع شركة الطيران الأردنية فإنه لا بد من أن يصاب كل من لديه ولو ذرة من الحرص والوطنية بالهلع الشديد إذْ كيف يمكن تدمير هذه الشركة وعلى هذا النحو وهي التي في بداية انطلاقها كانت تعتبر ليس من أفضل الشركات العربية الناقلة لا بل من أهم الشركات العالمية.. فما الذي حصل يا ترى.. ولماذا تُركت الأمور إلى أنْ أصبحت «فالج لا تعالج"!!. حتى بينما كنت خارج الوطن، في بريطانيا تحديداً، كنت أعرف أن هذه الشركة التي بدأت عظيمة وواعدة قد أُنهكت بالتذاكر المجانية وكنت قد شعرت من خلال بعض سفراتي على طائرات هذا الناقل الأردني أن مقاعد الدرجة الأمامية كانت محجوزة مجانياًّ ودائماً وأبداً لمن يعتبرون أردنيين من الدرجة الأولى.. وهنا فإنني أتوقف عن الكلام في هذا المجال ليس خوفاً وإنما حرصاً على ما يحرص الأردنيون عليه!!. أنا ليس من الذين اختصاصهم في هذا المجال لكن ومع ذلك فإنني من خلال ما كنت أسمعه وبعض ما كنت أراه أن الخطوط الملكية الأردنية قد دخلت دائرة الخطر وأنه يجري تجويفها من الداخل وأن هناك عمليات إغراق لها بالديون المتراكمة المتصاعدة وأنه قد حلت محلَّ طائراتها المتميزة طائرات مستأجرة وعلى غرار من يتزوج على زوجته الجميلة زوجة شمطاء بعين واحدة وبأنف أعوج وظهر محدودب!!. لقد حصل هذا وبقي يحصل وبقي الذين يعرفون الكثير عن هذه الأمور والذين ل
يعرفون إلا القليل صامتين وإلى أن «وقع الفأس بالرأس» وإلى أن أضاف وضع هذه الشركة، التي بدأت واعدة وبقيت واعدة إلى أن وقعت في أيدي «الخبراء» المستوردين من الخارج، إلى أوضاعنا التي غدت في هذا المجال مرعبة بالفعل وضعاً جديداً وفي هذه المرحلة الخطيرة حيث معظم دول العالم تعاني من أوضاع اقتصادية متردية. وهكذا وفوق هذا كله فإننا بتنا نسمع عن مطارنا «مطار الملكة علياء» الجميل فعلاً وحقاًّ ما يمكن أن يلحق حالته بحالة خطوطنا الملكية وهذا إنْ لم يتم تدارك الأمور بسرعة وإنْ لم يتم التخلص من الذين زُرِعوا في هذا المرفق الحيوي على أساس صلات القربى.. وهذه مسائل معروفة ومكشوفة ويتحدث بها الأردنيون إن بحق وإن بغير وجه حق!!. وعليه فإن المهم أن لا تأخذ استخلاصات لجنة التحقيق البرلمانية طريقها إلى السراديب المظلمة وإلى الملفات المنسية التي أكلها «العث» وغدت تغرق بالغبار.. فبلدنا يمر الآن بمنعطف خطير بالفعل وأنه علينا أن نأخذ الأمور بكل جدية فالأردنيون حتى من منهم في القرى والمضارب البعيدة يعرفون أن هناك أموراً شديدة الخطورة كهذا الأمر قد جرت «لفلفتها» وأن ملفات تحقيقاتها إما أنها أتلفت.. و"كفى االله المؤمنين شر القتال» أو أنها أخذت طريقها إلى «الرفوف» التي غدت محدودبة لكثرة ما وضع فوقها من ملفات بعضها أخطر من ملف الخطوط الملكية الأردنية.. إن هذا الكلام يجب أن يقال لأن الشعب الأردني كله ينتظر سماع قوله وسماع إجابة عليه.
الراي - الجمعة 22-2-2019