الأمانة في مرمى النيران ولكن؟
لا نعرف كيف نقيّم اعمال الأمانة، لكن في المجمل تظل الأمانة في مواجهة الضغط عليها مؤسسة ذات كفاءة عالية، ثمة غضب كان قبيل المنخفض الأخير على قصة رعاية الأمانة لحفل تكريم فنّانات عربيات، كان غضباً مبرراً في مدينة مليئة بأوجه الصرف التي يجب أن يوحه إليها الدعم بغير ما انتهى إليه.
لم نحصل على مناقشات مجلس الأمانة، ولا على المقترح العام الذي قدمه معالي الأمين للمجلس، فالحديث انه طلب رعاية أوبريت وطني، هذا ما قيل، لم نعرف إذا ما كان أحد في المجلس طلب من الأمين ما هي التفاصيل، ولماذا لا تنجز الأمانة حفلاً وطنياً بطريقه أفضل من انتاج اوبريت، مثلا تزرع شارعاً او ترمم مدرسة، أو تقدم الهدايا باسم الملك لأطفال أيتام وهكذا يكون الوفاء للوطن وللملك أفضل! لم نعرف تاريخ تقديم الطلب وتاريخ جلسة المجلس وهل اعطي صفة استعجال أم لا؟.
حتى تأخذ موعدا مع أمين عمان يجب أن تنتظر، وهذا أمر طبيعي في ظل انشغالاته الكثيرة ومهامه في مدينة يقطن بها 4 ملايين ونصف المليون، لكن الغضبة الشعبية على رعاية مالية لدعم أوبريت، يجب أن لا تطال الأمين وحسب، بل مجلس الأمانة الشريك المؤسسي وفق الحاكمية في القرار أيضاً، هذا إذا سلمنا بأن الغضب هو طريق لحل الأزمات، ولا أظن أن رجال القيادة في الأمانة فيهم سوء، لكن قد يكون التوقيت وطبيعة الأشخاص المكرمين هم الذين جلبوا الغضب الشعبي، ومن الطبيعي أن تقيم المدن مهرجانات فنية، لكن لو كان المكرمون أردنيين من أهل الفن، ربما لكن هناك رأي وقول شعبي آخر.
لاحقاً جاء السيل والمطر الكثيف، خرجت الأمانة من أزمة لتقع في مطب آخر، وللحق فإنها ليست وحدها المسؤولة عن نتائج المطر، برغم مشاركتنا الشعب في العتب على نتائج ما حدث وما ترتب عليه من خسائر كبيرة، فقد كان بالامكان غلق المحلات، ووقف نزول السيارات لوسط البلد، وهذا كله، كان من شأنه تخفيف الخسائر.
انجزت الأمانة أعمالاً كبيرة في حزام عمان الدائري والعبارات الصندوقية، على طول شارع المدينة الطبية، وكان هناك 5000 آلاف من عمال الوطن ومختلف الكوادر الفنية في الشوارع وقد بذلوا الكثير الكثير، لكن بقيت المشكلة في تدفق المياه والهطول الكثيف الذي زاد عن 130ملم، ومن المهم القول أن السدود لم تفتح إلا منذ أربعة عقود، والخسائر البشرية كانت محدودة، وتزفيت وسط البلد تم في وقت قياسي، ولا يمكن لأي عاصمة بالشكل الطوبوغرافي لعمان ان تواجه التدفق المطري الهائل او تحول دون غرق بعض الشوارع خاصة في ظل غلق بعض العبارات بسبب الانهيارات الترابية.
يبقى القول، إن يوم الخميس كان استثنائيا في أمطار الأردن عامة وعمان خاصة، كان التدفق اكبر من أن يحدّه اجراء فني لطواقم الأمانة المقدرة جهودهم، وهي المؤسسة الوطنية ذات الانجازات الكبيرة، لكن ما حدث قبل المطر من الاحتفاء بفنانات عربيات لا لزوم له، ومع ذلك علينا أن نشكر طواقم الأمانة على البنى التحتية التي انجزت ونفذت خلال الاربع سنوات الأخيرة ولولاها لكن الوضع أسوأ بكثير اليوم.
في النهاية على عمدة عمان أن يتحمل النقد ويوسع صدره، وكنت اتمنى لو أنه زار أبناء معان الذين لفحهم البرد القارص قريباً من مقر عمله، ويأمر لهم برعاية لائقة، حتى يصلوا لحل مقبول لقضيتهم، فهذا عمدة عمان التي أوت كل مشردي الأرض.
الدستور - الاحد 3-3-2019