أبدع عاطف الطراونة
تمسك المهندس عاطف الطراونة بصفته، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ورئيس مجلس النواب الاردني، ببند وقف التطبيع مع اسرائيل في البيان الختامي للاتحاد.
هذا التمسك والاصرار الاردني، جاء بعد مطالبة رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله ال الشيخ، بمراجعة الفقرة المتعلقة برفض التطبيع.
لن اعلق كثيرا على الموقف السعودي، غير المفاجئ، فهناك تسونامي تطبيع مؤسف في الخليج العربي، لم نفهم الى الان، مجانيته المفرطة للاسف.
لكن ما يهمني اكثر، قراءة الموقف الاردني بما يستحق، فرغم اشارة عاطف الطراونة الذكية واستناده الى الشعوب التي ترفض التطبيع، الا انه يعبر في موقفه عن رؤية الدولة ومخاوفها.
فمن جهة تثبت الاردن، ملكا وحكومة وبرلمانا وشعبا، انه ذات موقف صلب لا لين في قضية القدس وحقوق الفلسطينيين بدولتهم وعاصمتهم.
ومن جهة اخرى، هناك قلق عميق لدى كل المرجعيات الاردنية من تطور العلاقة بين اسرائيل وبعض الدول العربية الخليجية الوازنة.
وحتى نكون اكثر حسما ووضوحا، هناك ارتياب اردني من التقارب السعودي الاسرائيلي، فلا يعقل ان يقف العرب محايدين في صراع اللحظات الاخيرة مع اسرائيل، والاشد فتكا، ان نراهم يتفهمون الخطة «الاسرائيلية الاميركية».
الاردن يبدي رفضه لذلك، ولا يجامل في المسألة، ومن يعتقد ان ازمتنا الاقتصادية ستجعلنا اكثر سيولة مع هذا الملف فهم مخطئون، ولا يعرفون مدى صلابتنا في مسألة القدس والحقوق الفلسطينية.
ما جرى في اجتماع البرلمان العربي يثبت اننا متماسكون منسجمون بكل تفصيلاتنا الوطنية، نملك ذات الحس المرجعي الذي يجعلنا نتصرف في كل المواقف دون تردد او حسابات.
وايضا، ما جرى يثبت ان ثمة عواصم عربية مرتبكة، ومهملة للشأن الفلسطيني، وهذا امر غير مسبوق في اجتماعنا العربي، لكنه يتنامى واخشى يحدث انقساما عربيا اكثر عمقا.
الاهم انه يجب على القيادة في الاردن ان تدرك ان الضغوط التي تتعرض لها من الخارج، من الغرب وعواصم العرب على السواء، لا نجاة منها الا بتصميغ الداخل، والتلحف به، فلا قوة لنا إلا بتماسكنا الداخلي.
السبيل - الاثنين - 4-3-2019