هل مجتمعنا مجتمع التكافل والتضامن؟
هل مجتمعنا مجتمع التكافل والتضامن ؟.. سؤال يطرح في مناسبات كثيرة ويتصدى كثيرون للاجابة عن السؤال بالايجاب، فهل ذلك فعلا ما هو موجود على ارض الواقع ام انه مجرد إدعاء؟.
وحتى نجيب عن هذا السؤال يجب أن نستعرض بعض الحقائق الهامة على الأرض والممارسات الحقيقية لبعض المواطنين الذين أعطاهم الله الكثير، وهل هؤلاء يطبقون مقولة مجتمع التكافل والتضامن؟.
مع الأسف الشديد نسمع عشرات القصص عن بعض العائلات التي تعيش تحت خط الفقر ولا تجد أحيانا رغيق الخبز ليأكله أطفالها ويعلن عن بعض هذه العائلات في بعض وسائل الإعلام وعن المعاناة التي تعيشها إما بسبب فقدها لمعيلها أو بسبب مرض هذا المعيل المزمن؛ لكننا من النادر أن نسمع أن أحد الميسورين قد تبرع لإحدى هذه العائلات ولو بقرش واحد مع أن هؤلاء الميسورين يملكون الملايين من الدنانير.
في يوم عيد الأم سمعنا لقاءات أجراها بعض مذيعي الإذاعات المحلية مع عدد من الأمهات وكانت كل أم من هؤلاء تتحدث عن معاناتها هي وعائلتها وكانت معظم هذه القصص تجعل الدموع تنسكب من العيون رغما عنها من شدة التأثر من هذه القصص المأساوية ومع ذلك لم نسمع أن احدا من هؤلاء الميسورين اتصل للتبرع لإحدى هؤلاء الأمهات ولو بدينار واحد ما عدا إحدى الشركات التي تستحق كل الشكر والتقدير؛ فهل نحن بالفعل مجتمع التكافل والتضامن؟.
ونسمع أيضا عن عدد كبير من طلاب الجامعات الذين يعاني ذووهم من فقر مدقع ولا يستطيع هؤلاء الطلاب شراء الكتب أو دفع القسط الجامعي أو حتى شراء كوب شاي ويضطر بعض هؤلاء إلى ترك الدراسة بسبب الفقر مع أنهم من أشطر وأذكى الطلاب، ولم نسمع أن أحد الميسورين الكرام قدم مبلغا من المال لإحدى جامعاتنا لمساعدة بعض هؤلاء الطلاب مع بعض الاستثناءات التي لا تذكر.
وقد أبلغني أحد رؤساء الجامعات قبل عدة سنوات بأنه أرسل خمسمائة رسالة إلى خمسمائة ثري أردني يطلب فيها منهم أن يساعدوا بعض الطلاب الذين استنكفوا عن الدراسة بسبب الفقر الشديد ولم يصله جواب الا من واحد أرسل خمسمائة دينار.
لدينا في الأردن آلاف المعاقين الذين قست عليهم الحياة وهؤلاء المعاقون يحتاجون إلى الرعاية والمساعدة، وهنالك بعض المؤسسات الخيرية التي ترعاهم؛ لكننا لم نسمع أن أحد أثريائنا تبرع لإحدى هذه المؤسسات لمساعدتها في عملها الخيري العظيم الذي تقوم به لخدمة هؤلاء المعوقين.
والسؤال الذي نسأله هو : لماذا يتشدق بعض الميسورين بأننا مجتمع التكافل والتضامن ولم يقدموا في حياتهم فلسا واحدا كتبرع لطالب أو فقير أو لأي عمل خير.
الدستور - الاربعاء 6-3-2019