رئيس الوزراء باقٍ
الإشاعات تنتج أسماء لأناس محترمین مرشحین لخلافة الدكتور عمر الرزاز في الدوار الرابع. ّ وأنا أعتقد أن الإنجاز الذي قدمھ منذ مطلع العام 2019 ّ قد تفوق على الأشھر السبعة الأولى من عمر وزارتھ خلال العام 2018. لقد أبدى الرئیس مھارة في كلمتھ أمام مؤتمر لندن. وقد سمعت من المعلقین والدبلوماسیین الذین حضروا المؤتمر أن الرجل كان واضحاً، وأنھ قدم الأردن بمستوى لائق ومتناغم مع الخطاب الصریح والقوي الذي افتتح بھ جلالة الملك المؤتمر نفسھ. وقد عاد بمبلغ (5.2 (ملیار دولار بین مساعدات بدون مقابل وقروض میسرة طویلة الأجل قلیلة الفائدة. وفي ھذا الزمان والوقت، لا بد أن نعترف أن ھذا إنجاز جید ومفرح. وكذلك فإن الحكومة التي یرأسھا قام وزراؤھا وبقیادتھ بتوقیع (17 (اتفاقیة مع جمھوریة العراق الشقیقة. وكان ھذا ما یسعى لھ الأردنیون. وحتى یكتمل النجاح، وتصبح ھذه الاتفاقیات أكثر احتمالاً للتطبیق، فلا بد أن تقوم الدبلوماسیة الأردنیة بإقناع الجھات المختلفة ( خاصة المملكة العربیة السعودیة والولایات المتحدة) بالسماح بتدفئة العلاقات مع ایران، وكذلك السماح للجمھوریة الاسلامیة بإرسال سفیر لھا إلى عمان وأن نقوم نحن بزیادة عدد الدبلوماسیین ھنالك ّ إن لم نرد إرسال سفیر إلیھا، وأن نفتح باب التبادل الفكري والثقافي، ونسمح بمزید من السیاح الایرانیین بزیارة المقامات الاسلامیة في الأردن. وھذه المبادرات لبناء الثقة تسھل على السیاسیین والنواب العراقیین الراغبین حقاً في توسیع وتعمیق التعامل الاقتصادي مع الأردن بعمل ذلك بأقل قدر من المساومة والمقاومة من أصدقاء إیران في العراق. وكذلك، فإن الرئیس زار تركیا قبیل قیام جلالة الملك عبدالله الثاني بزیارتھا. ولكن ھذه الزیارة ِ من قبل الرئیس لم تؤد إلى إعادة توثیق العلاقات الاقتصادیة مع تركیا.وھذا أمر غیر مقبول في ھذه الظروف. ولذلك، فنحن ننتظر من وزارة الصناعة والتجارة، ومن الفریق الاقتصادي
برئاسة الدكتور رجائي المعشر أن یبدؤوا بجدیة في إعادة التفاوض مع تركیا. وتذكروا ھنا أن ایران وتركیا ھما أنصارنا في مقاومة صفقة القرن التي لھا – مما نعلمھ منھا ٌ حتى الآن- تأثیر سالب على مستقبل الأردن بنفس القدر الذي تؤثر بھ على مستقبل القضیة الفلسطینیة برمتھا. ومع أن الحكومة قد شھدت افتتاح معبر جابر( نصیب)مع سوریة، وقامت وفود برلمانیة وشعبیة بزیارة الشقیقة سوریة واللقاء بالرئیس بشار الأسد إلا أننا نسمع أن ضغوطاً تُفرض علینا كي لا نتعامل مع سوریة. ویجب أن نتذكر أن الأمیركان والآخرین الذین یضغطون علینا كي لا نتفاھم مع ایران بشكل أكثر ایجابیة ولكي نقاطع سوریة ھم في الواقع یحرمون الأردن من فرص الاستثمار في العراق، أو حصر تلك الفرص في تجارة عبر سوریة خاصة وأن العراق وسوریة مقبلان على إعادة فتح المعابر بینھما. وكذلك قام الرئیس الرزاز بالسفر إلى الولایات المتحدة، ونتج عن ذلك زیادة الولایات المتحدة لمساعداتھا للأردن إلى1500 ملیون دولار أو (5.1 (ملیار دولار. وأنا أعتقد أن وزیرة التخطیط الدكتورة ماري قعوار قد أدت ما علیھا ونجحت في التمھید لذلك. وبالطبع لم تكن كل ھذه النجاحات لتتحقق لولا الجھود السیاسیة والدبلوماسیة والقوة الناعمة التي یتحلى بھا الملك عبدالله الثاني. ولكن الرئیس الرزاز نجح في استثمار الفرص المتاحة. ٍ ، وبتركیز ٍ عال من أجل تحویل ھذه ما ھو مطلوب من الرئیس الرزاز ھو التحرك بسرعة محلیاً الفرص إلى مشروعات حقیقیة ملموسة. وھذا ھو التحدي الذي ینتظره. وقد أضحى عدد كبیر من الناس في بیوتھم وأعمالھم على حافة الإفلاس بعدما استنفدت السنوات العشر الماضیة معظم الادخارات ورأس المال الذي لدیھم. وإن طالت الأمور لأشھر قبل الانفراج، فإن الوضع الاقتصادي سیشھد ما لا نریده. وھذا ھو التحدي. وأنا متفائل أن الدكتور الرزاز قد أصبح أكثر تركیزاً على العمل وإنجاز ما ھو مطلوب من اھتمامھ بالرد على ما ینشر على صفحات الانترنت، أو ما یشیعھ الناس عن قرب رحیل وزارتھ. إذن لماذا سیقوم جلالة الملك بتغییره؟ وماذا نقول للذین حضروا مؤتمر لندن، وفي الولایات المتحدة، وآسیا ، ورأوا أن إنجاز الرئیس كان جیداً ومطمئناً لھم؟ لا أعتقد أن جلالتھ یفكر في تغییره الآن، إلا إذا كانت ھنالك أمور وحیثیات لا أدركھا أنا ضمن ما لدي من معلومات.
الاربعاء -الغد 3-13-2019