مرّاكش المدينة الحمراء
مراكش مدينة أثرية، بناها أمير دولة (المرابطين) يوسف بن تاشفين عام (454هـ) وجعلها عاصمة لدولته، حتى سقطت بيد (الموحّدين) عام (541هـ).
وعرفت مرّاكش بألقاب عديدة منها: المدينة الحمراء؛ لأن بيوتها وأسوارها بنيت بالطين الأحمر. وعاصمة النخيل؛ لوفرته فيها، ومعنى مراكش بالأمازيغية أرض الله.
(ساحة جامع الفنا) مركز تجاري تفوح منه رائحة التراث والعراقة، حيث تجمع هذه الساحة بين التجار وسلعهم، والعروض الترفيهية، حيث ترى من يرقّص الثعابين أو القرود، ومن يعزف الموسيقى الشعبية ، ومن يرقص على نغماتها، ومن يلبس الزي الأحمر مع القبعة المستديرة الكبيرة، والتي تشبه القبعات المكسيكية. فأنت عند تسوقك بهذا الفضاء الواسع ستمشي في مهرجان من الفن والتراث المراكشي الأصيل، مما يجعلك تشعر بالمتعة والنشاط. وليس غريبا أن اعترفت اليونسكو عام 2001م بهذه الساحة كمسرح للتراث الشفهي غير الملموس للإنسانية. وفي عام 2015م، حصلت الساحة على لقب أفضل معلمة أفريقية.
ننتقل بعدها إلى (مسجد الكُتْبية) الذي بناه الخليفة الموحّدي عبد المؤمن بن علي الكومي بفن معماري موحّدي أندلسي مميّز، إلا أن الملفت للنظر حقا (صومعة الكتبية) أي المئذنة، التي يبلغ طولها 77م، وتشبه (صومعة حسان) في الرباط. وعند الصعود إلى قمتها سترى مراكش ونخيلها، كلوحة فنية لا تملك إلا أن تسبح الله من روعتها، وسترى (ساحة جامع الفنا) بمشهد كاشف لها، يزيدك إعجابا بها.
داخل الصومعة غرف للخلوة، حيث يعتكف العابدون ويختلون مع ربهم في ذكر وصلاة وعبادة، وقد كان المؤذنون يصعدون إلى قمة الصومعة للأذان على ظهور الخيل، ففي آخر الصومعة غرفة خاصة للخيل تنتظر فيها حتى ينتهي الأذان.
أما عن أهل مرّاكش فقد رأيتهم في غاية اللطف والاحترام، ويعرفون حقّ الضيافة، وتنتشر فيهم الطرق الصوفية، التي كان لها أثر في الثقافة والأدب المراّكشي، فليس غريبا أن يعقد فيها مهرجان (ليالي مراكش للسماع الصوفي).
الاربعاء 13-3-2019