لماذا نسمح بتلويث البيئة؟
في كل دول العالم تقوم الحكومات والوزارات أو المؤسسات المعنية بالبيئة ببذل جهود جبارة من أجل المحافظة على البيئة وعدم تلويثها والقضاء على اسباب التلوث إن وجدت، وتفرض غرامات باهظة على كل الذين يقومون بأعمال قد تلوث البيئة من قريب أو بعيد؛ لكن في بلدنا مصادر كثيرة لتلويث البيئة؛ لكننا نتفرج عليها ولا نتخذ أي إجراء للقضاء على هذه المصادر أو الحد منها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك بعض الأماكن التي تحضر فيها الخلطات الإسمنتية داخل حدود أمانة عمان ونعرف تماما أن أصحاب هذه الخلاطات وجهت لهم إنذارات لنقل خلاطاتهم إلى مواقع خارج حدود أمانة عمان وبعيدا عن المواقع السكنية؛ لكن هذه الخلاطات ما زالت في أماكنها وتمارس عملها وتلوث المنطقة الموجودة فيها بما يتطاير منها من رمال ومن غبار الاسمنت.
وهنالك أيضا كراجات تمارس أعمال الميكانيك داخل الحارات، مع أن قانون الأمانة يمنع ذلك؛ لكن هذه الكراجات ما زالت تمارس عملها ويتم ترخيصها كل عام .
أما التلويث الحقيقي فهو ما يخرج من عوادم السيارات التي تسير على الديزل وتجوب شوارعنا بشكل دائم، وتنفث السموم من عوادمها، وأحيانا تتلبد سحب هذا الدخان في الجو وكأنها غيوم داكنة لا يستطيع المواطن أن يتنفس بسببها، ويضطر إلى استنشاق هذه الأدخنة رغما عنه، وهي كما نعرف جميعا أدخنة مسرطنة، وقد كتبنا وكتب الزملاء أكثر من مرة؛ لكن مع الأسف لا أحد يستجيب، ونسمع دائما نفس الحجة وهي أن الديزل الذي تكرره مصفاة البترول غير نقي بسبب تقادم الأجهزة الموجودة في هذه المصفاة، أو بسبب خراب مضخات الديزل في هذه الأنواع من السيارات، وطبعا لا توجد هناك أي إجراءات للقضاء على أسباب التلوث، خصوصا وأننا نعرف هذا السبب وقد حددناه تماما وبدقة.
أما التلوث السمعي فهو أمرّ من هذا التلوث؛ فنحن نضطر إلى سماع أصوات سيارات الغاز على مدار اليوم ومدار السنة، وبعض هذه السيارات تبدأ بإطلاق موسيقاها المزعجة جدا في الساعة السادسة صباحا، ولا ترحم طفلا نائما أو شيخا مريضا أو طالبا يعيد مراجعة دروسه، حتى عندما تقف لبيع أسطوانة غاز لا تتوقف موسيقاها المزعجة، وقد سمعنا قبل عدة أسابيع بأن هذه الموسيقى ستتغير إلى موسيقى هادئة؛ لكن مع الأسف لم نر شيئا على الواقع أبدا.
هذا عن موسيقى سيارات الغاز أما سيارات شراء الأثاث المستعمل وسيارات بيع الخضار فهي مصدر آخر للتلوث السمعي؛ لأنها تجوب شوارعنا باستمرار وهي تطلق أصوات سماعاتها لتعلن عن نفسها وعن عملها، وتظل أحيانا حتى الساعة الثامنة أو التاسعة مساء.
هذه المصادر التي تسبب التلوث يجب أن تتوقف عن تلويثها لبيئتنا، وهنا نسأل وزارة البيئة وأمانة عمان الكبرى أليس هذا العمل من اختصاصهما؟.
الدستور - الثلاثاء 19-3-2019