بركان الضفة الغربية
هل انتهت عملية سلفيت ليطويها الزمن كما طوى غيرها ام انها مقدمة لحقبة جديدة أخذت في التشكل على مدى العامين الماضيين؟ سؤال تجيب عنه الاحداث التي سبقتها؛ اذ ان سلسلة طويلة من العمليات الفدائية بات من الصعب إحصاؤها تتوزع زمانيا على مدى العامين الماضيين تشير الى ان عملية سلفيت تقع ضمن سلسلة طويلة من الاحداث واعادة تشكيل العلاقة بين السلطة والشارع الفلسطيني بل وبين الشارع الفلسطيني والمحتل الاسرائيلي.
عملية سلفيت اكدت وجود قوة كامنة آخذة في التململ في الضفة الغربية تمثل خزانا لا ينضب يؤسس لمرحلة جديدة ومشهد جديد في الضفة الغربية، الاهم ان العملية تميزت عن سابقتها بتفاعل شعبي واسع ترافق مع ازمة حادة في الساحة الفلسطينية كان يفترض ان تنقل المعركة الى قطاع غزة الا ان الضفة بقيت في قلب الحدث ومقدمته.
عملية سلفيت مؤشر على ان البيئة الداخلية في الضفة الغربية متغيرة ومتقلبة، ومهيأة اكثر مما مضى لانعطافة حادة نحو حراك شعبي يتجاوز برنامج السلطة في رام الله واجندتها السياسية وأولوياتها، يعكسه انتشار وتوسع المواجهات بعيد العملية في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، واستنهاض واسع للحواضن الشعبية الداعمة لفكرة المقاومة.
الضفة الغربية باتت على موعد مع موجة ثورية جديدة يصعب ايقافها تتطلب من السلطة اعادة تقييم علاقتها بالشارع الفلسطيني قبل ان يفوت الأوان؛ فالجيش الاسرائيلي عاجز، والتنسيق الامني لم يعد ناجعا في وقف العمليات قبل حدوثها بل بات احد ابرز العوامل المغذية والمنعشة للحاضنة الاجتماعية والمؤسسة لتفكك السلطة ومقولاتها السياسية؛ فالمشهد في الضفة الغربية تغير وبات يخضع لمعادلة جديدة من الصعب انكارها بعد اليوم.
السبيل - الاربعاء 22-3-2019