تعليم العربية لغير الناطقين بها
تفتخر جميع شعوب العالم بلغاتها وتعتبر هذه اللغات جزءا من هويتها الوطنية وتعمل كل دولة من دول العالم ضمن إمكاناتها المتاحة على نشر لغتها في الخارج فتفتتح مراكز في بعض الدول الأخرى وتخصص لها موازنات مالية كبيرة وتعين فيها الموظفين والمدرسين وهدفها الأساسي نشر هذه اللغة لدى الشعوب الأخرى ، ولو ألقينا نظرة على العاصمة عمان لوجدنا فيها عددا من المراكز الأجنبية هدفها نشر لغات شعوبها وتعليم الأردنيين هذه اللغات ولدينا في الأردن المجلس الثقافي البريطاني ومعهد اللغات الأميركي وهدفهما نشر اللغة الإنجليزية كما لدينا المعهد الفرنسي وهدفه نشر اللغة الفرنسية والمعهد التركي وهدفه نشر اللغة التركية ...الخ .
اللغة العربية من أجمل لغات العالم وهي لغة القرآن الكريم لكن البعض منا يستهزىء بهذه اللغة ولايحترمها ونجد الكثيرين ممن درسوا في الخارج أو حتى لم يدرسوا يلفظون عندما يتحدثون حديثا عاديا كلمتين باللغة العربية وكلمتين باللغة الإنجليزية حتى لو لم يكن الطرف الآخر يتقن هذه اللغة وكأنه من العيب أن يتحدثوا بلغتهم الأم وهذه الظاهرة مع الأسف أصبحت منتشرة كثيرا ويزداد إنتشارها يوما بعد يوم .
في الجامعة الأردنية أنشىء قبل سنوات عديدة قسم لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وهي خطوة حضارية جيدة ويدرس في هذا القسم المئات من الأجانب الذين يحبون تعلم اللغة العربية أو لأن طبيعة عملهم تحتاج أن يتعلموا هذه اللغة كأن يكونوا دبلوماسيين أو موظفين في شركات أجنبية تتعامل مع جهات عربية ....الخ وقد تخرج من هذا القسم منذ إنشائه الآلاف ومن بين الذين درسوا فيه وزير الخارجية التركي الحالي .
الذين يدرسون في هذا القسم يتعلمون النطق باللغة العربية الفصحى لأن المفروض أن اللغة الفصحى هي الأصل أما اللهجة العامية فهي دخيلة علينا وهؤلاء الدارسون يحاولون أن يطبقوا ما درسوه في تعاملاتهم اليومية فعند دخولهم إلى أحد المحلات التجارية فإنهم يستعملون اللغة العربية الفصحى التي تعلموها وقد تكون لغتهم ركيكة أو ضعيفة بعض الشيء خصوصا عندما يكونون في بداية دراستهم لذلك فإنهم يجدون بعض الأشخاص من أصحاب هذه المحلات التجارية يضحكون عليهم ويتهكمون ولا يقبلون الحديث معهم باللغة الفصحى التي يفهمونها بل يكلمونهم باللهجة العامية التي ما زالوا لا يفهمونها أو أن أحد الأشخاص الموجودين يحاول أن يتحدث معهم باللغة الإنجليزية .
هؤلاء الدارسون يشكون كثيرا من تعامل هؤلاء الأشخاص معهم والذين من المفروض أن يشجعونهم لكي يتعلموا لغتنا ويتقنوها لا أن يتهكموا عليهم ويضحكون منهم.
كما قلنا في البداية فإن المفروض بكل واحد منا أن يعتز بلغته وأن يفاخر بها وأن يشجع الأجانب على تعلمها وإذا ما إلتقى بأحد الدارسين الأجانب الذين يدرسونها يجب أن يشجعهم ويساعدهم على تقوية لغتهم العربية .
الدستور - الاحد 24-3-2019