أنقذوا هؤلاء الأطفال من الفشل الكلوي
اكثر من مرة تحدثنا عن معاناة المواطنين المصابين بالفشل الكلوي، والذين يقومون بعمليات غسيل الكلى في معظم مستشفيات المملكة الرسمية والخاصة، والتي تتم بمعدل ثلاث مرات اسبوعياً، والحل يكمن في عمليات زراعة الكلى لهم، لتخليصهم من رحلة العذاب، وعودتهم الى مجتمعهم كأشخاص منتجين،ويعيشون الحياة الطبيعية والمريحة مثل اي انسان سليم.
وقد هزني من الاعماق بصورة خاصة حياة الاطفال الذين يقومون بعمليات غسيل الكلى،حيث لا يوجد مركز متخصص لهم في المملكة الا في مستشفى الملكة رانيا العبد الله للاطفال وان عذابهم وعذاب اهاليهم يفوق ربما ألم ومعاناة عمليات الغسيل التي تستمر في كل مرة عدة ساعات.
هؤلاء الاطفال،والذين تتراوح اعمارهم بين (4-17)سنة يقوم بعضهم بعمليه الغسيل عن طريق البطن،بعد ان اصبح الغسيل عن طريق الدم صعباً،يحتاجون الى وقت اطول وعنايه خاصة، وخبرات فنية لا تتوفر في اي مستشفى في ساعة مبكرة من الصباح قد تبدأ في السابعة صباحا ليتمكن ابن الطفيلة او معان او العقبة او اربد ان يصل الى المستشفى عبر وسائل النقل العام بعد عدة ساعات لتبدأ رحلة اخرى من العذاب وهي عملية الغسيل التي تستمر عدة ساعات وبمعدل ثلاث مرات اسبوعيا.
اجور المواصلات لهؤلاء ولمرافقيهم تشكل عبئا كبيرا على هذه العائلات، تضاف الى عملية التعطل عن العمل وبمعدل ثلاثة ايام في الاسبوع تضاف الى يومي العطلة الرسمية لنجد ان الموظف بحاجة الى اجازة مفتوحة او دون اجر، وهذا ما يسبب له متاعب جديدة، كما ان مرافقة ذويه من غير العاملين ايضا تشكل عقبة كبيرة امام استقرار هذه العائلات، الامر الذي يتطلب اقامة مزيد من المراكز المتخصصة في الجنوب والشمال.
يمكن بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية واتحاد الجمعيات الخيرية وصندوق الزكاة تخصيص مساعدات مالية لتسديد اجور المواصلات، حيث يضطر بعضهم للاستعانة بسيارات الدفاع المدني لنقل اطفالهم وهذا لا يمكن ان يستمر طويلا.
من هذا المنطلق نقول انه لابد من تشكيل لجنة على وجه السرعة لدراسة اوضاع الاطفال الذين يعانون من الفشل الكلوي، وأن يتم اعطاؤهم الاولوية في زراعة الكلى عند توفرها من حالات الموت الدماغي ولو ادى ذلك الى تقديم مساعدات مالية الى ذوي المتبرعين بكلى ابنائهم بعد وفاتهم، وان تدرس الحكومة وبجدية اقامة صندوق لدعم زراعة الكلى ولو خارج البلاد، ذلك ان وزارة الصحة تخصص سنويا ما يزيد على ثلاثين مليون دينار لعميات غسيل الكلى ولا ضرر لو تم تخصيص مليون منه للبدء بعمليات دعم زراعة الكلى وخاصة للاطفال.
مطلوب من طلبة كليات الطب والتمريض وحتى الصيدلة ان يكون جزء من عملهم التطوعي في خدمة المجتمع زيارة هؤلاء الاطفال في هذا المستشفى بالذات وباقي مستشفيات المملكة ولأية امراض اخرى، لانهم بحاجة الى الدعم النفسي كما هو الحال بالنسبة لدعمهم ماديا ليتمكنوا من تسديد نفقاتهم الضرورية وخاصة في المواصلات، وان تعيد الحكومة النظر في قيمة الاعفاء لغسيل الكلى لتكون مغطاة بالكامل وليس بنسبة تسعين بالمئة؛ لأن المبالغ التي يجب ان يلتزم بها الاهالي الذين يغسلون الكلى تسجل ارقاما عالية في كل شهر، ولا تقدر معظم العائلات على تسديدها.
وزارة الثقافة وامانة عمان والفرق الفنية مطالبة ايضا بوضع برامج لزيادة هذه المستشفيات ووضع برامج للترفيه عن الاطفال ورفع معنوياتهم بصورة مستمرة.
الدستور - الاحد 24-3-2019