الكلمة الفصل بشأن صفقة القرن
اختصر الفتى الفلسطیني عمر ابو لیلى الموقف الفلسطیني من صفقة القرن وبدون مطولات تحلیلیة عن مواقف الاطراف وسیناریوھات الالتفاف فالسطر الأخیر كتبتھ ید الفتى البطل التي انتزعت سلاح الجندي المحتل وقاتلت بھ على مدار یومین. لیست أول بطولة لكنھا في تفاصیلھا اكتسبت من الرمزیة والمعاني التي التقطھا الرأي العام في كل مكان .. ھذا الشعب لن یستسلم والمقاومة سوف تستمر بأي وسیلة بالعمل السیاسي بالتظاھر وبخطف سلاح جندي وقتل الاعداء وكل طریقة ممكنة .. ولیس ذلك عنادا ومكابرة فالقیادة الفلسطینیة تمارس اقصى اشكال الواقعیة والقابلیة للبحث عن تسویة معقولة لكن لا شيء ممكن دون الخط الأحمر السیادة والاستقلال والقدس. والعقبة أمام السلام ھي تنكر الاحتلال للحل الطبیعي والوحید الممكن وھو انھاء الاحتلال وممارسة الشعب الفلسطیني لحقھ في تقریر المصیر والسیادة على ارضھ، وما دام ھذا التنكر مستمرا فلا اتفاق ولا سلام والشعب الفلسطیني لن یتزحزح عن ارضھ ولن یكون ھناك طبعا من یوقع نیابة عنھ. فماذا عن صفقة القرن إذن ؟! كل ما یكتب عن السیناریوھات القادمة لھذه الصفقة الكبرى لم أر فیھا بصراحة غیر فذلكات تحلیلیة یتشاغل بھا صحفیون ومراقبون أو تحلیقات خیالیة لأصحاب نظریة المؤامرة فھي في الجوھر التساوق النھائي مع الرغبة الإسرائلیة في الاستیلاء على القدس ومعظم أرض الضفة الغربیة بما في ذلك الشریط على نھر الأردن والغاء حق العودة ومنع قیام الدولة الفلسطینیة مقابل وعود اقتصادیة براقة .. ھذا الحل لا یمشي، ولن یوجد فلسطیني او عربي یقبلھ ولذلك فھو لیس حلا ولیس صفقة یوقعھا طرفان بل سیاسة امیركیة ستعلن، وقد اعلن بعضھا وستلتزم امیركا بھا وتمثل دعما مفتوحا للموقف الاسرائیلي انما التنازل الذي سیقدمھ العرب ھو السیر بخطوات تطبیعیة رغم ذلك ، وھو ما نراه الآن في بعض الخطوات التي قد یكون ھناك المزید منھا في المستقبل وربما على ذلك یجب تركیز العیون والجھود .. أي مقاومة ونبذ كل تطبیع مع العدو وتعبئة الرأي العام في كل دولة عربیة
وخصوصا الخلیج ضد التطبیع. أردنیا كان حدیث جلالة الملك بالزرقاء یرید قطع الشك بالیقین .. لا تنازل عن القدس وبالتالي لا لقاء مع صفقة القرن والرسالة التالیة ان الضغوط سیتم مواجھتھا بالتحام الموقف الرسمي والشعبي وقد استقوى جلالة الملك صراحة بالرأي العام الشعبي في مواجھة كل ضغط محتمل. والحقیقة أننا ما كنا نحتاج انتظار ھذا التصریح لفھم الموقف وكل فرضیة عن تفكیر بالتساوق مع حل یربط اھل الضفة مع الأردن بصیغة فدرالیة أو سواھا ھي محض خیال لن تجد أردنیا أو فلسطینیا واحدا یوافق علیھا لأنھا حرفیا ھي مشروع التصفیة والوطن البدیل. في علم النفس الجماھیري فإن تكرار الحدیث عن توقع شيء غیر مطلوب ولا مرغوب یخلق في النھایة انھاكا من الانتظار واستعجالا لقدومھ وكثرة الحدیث عن صفقة متبلورة واكیدة على الطریق یصب في مصلحة الترویج و“الترویض“ للصفقة المفترضة والاصح أن نفعل العكس أي تجاھل ھذه الصفقة بل رمي ھذا التعبیر ذاتھ في سلة النفایات والحدیث عن موقف أمیركي غبي وصفیق وفاشل لا یوصل لأي نتیجة ولا یخدم المصالح الحقیقیة للجمیع بما في ذلك الولایات المتحدة.
الغد - الاثنين 25-3-2019