قمة تونس.. لا لمجاملة واشنطن
قرارات ترامب الاخيرة بحق القدس والجولان يجب ان تخرج قمة تونس عن سياقاتها المعتادة، فالتوازن غير مطلوب والرد لابد ان يكون بمستوى الحدث.
من يريد ارضاء واشنطن في بيانات القمة «كالعادة»، عليه ان يتوقف، فلا مجال اليوم لإعطاء ترامب مزيدا من الاشارات الخضراء.
الملك عبدالله ونظيره المغربي يحاولان فرملة هذه المجموعة، راجين ان تقدم القمة وجبة سياسية دسمة، تعالج فيها الانحياز الاميركي غير المسبوق لإسرائيل.
بالمقابل ستحاول بعض دول الخليج تجنب الصدام مع الولايات المتحدة، هنا، ان توافقت القمة مع ارادة هؤلاء، فسنرسل لترامب رسالة سلبية عنوانها الانبطاح وشرعنة المزيد من مغامراته.
على القمة ان تكون حازمة صارمة في مواقفها، فلا احد يتحدث عن البدائل الصدامية غير الممكنة، لكن على الاقل علينا الاستمرار في تعزيز مواقفنا السابقة المتعلقة بالقدس والجولان والمبادرة العربية.
لن يملك العرب في تونس تأييد الموقف الفلسطيني الرافض للوساطة الاميركية، ونعلم ان القمة لن تتبنى اعتبار واشنطن طرفا غير نزيه في الصراع العربي الاسرائيلي.
لكن هذا لا يمنع الاشارة لتأييد الموقف الفلسطيني بشكل موارب، ولا يمنع ان تقرر القمة ردا على قصة الجولان اعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
ما المانع ان يتجاهل العرب ذكر ايران والصراع معها في هذه القمة كرسالة لترامب بأن اللعب في القدس هو لعب بالنار، واظن ان السعودية والامارات لن توافقا على ذلك.
الاردن معني وينشط في تأكيد وصايته على المقدسات من خلال قمة تونس، وكذلك هو معني بضرورة تأكيد ثوابت المبادرة العربية وعدم تجاهلها.
نعم على القمة ان لا ترسل خطابا مجاملا لواشنطن، مهما بلغت رغبة بعض الاطراف بذلك، ففشل القمة اهون علينا من ان يقرأها ترامب انها معه وبجيبه.
هناك خلافات حتى داخل محور حلفاء واشنطن، والذكاء ان نديرها بحكمة وتوازن وثوابت، فالسياق معقد، واللحظة عصيبة، والشعوب تراقب وتراكم الغضب.
السبيل - السبت 30-3-2019