فلسطين أولوية أردنية وعربية
في ظلمة الزمان العربي والإخفاق الدولي.. اعلن جلالة الملك ان القضية الفلسطينية كانت وستـبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي مؤكدا أن الأساس في التعاطي معها لابد أن يكون ضمن ثوابتنا العربية، فالقضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية العربية المركزية والأولى، وان لا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يلبي طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، وان ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها من انتهاكات هدفها تغيير تاريخ وهوية المدينة، وانطلاقا من وصايـتـنا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، فإنني أؤكد على أن الأردن مستمـر بـدوره التاريخي في حمايتها والدفاع عنها.
هذه الكلمات عبرت بقوة عن الحق والضمير الفلسطيني والاردني والعربي والاسلامي والانساني، واكتسب الموقف الاردني اهمية كبيرة في ظل تردي مواقف بعض الدول العربية وتمادي الادارة الاميركية والعدوان المستمر للكيان الصهيوني على الحقوق العربية والاسلامية والمسيحية في فلسطين، وتبدد اوهام البعض بأن الفلسطينيين وفلسطين وحدهم، وان ما سوق بأن تغيرات جيوسياسية وديمغرافية في المنطقة تسير وفق مخطط صهيو امريكي وغض طرف عربي وإدارة ظهر عالمي، فالاردن بقيادته وقواته وشعبه ومعه احرار العرب والعالم قادر على إفشال ما يحاك سرا وعلانية من مؤمرات تستهدف فلسطين والاردن ودولا عربية.
نشاطات الملك في القمة العربية الـ 30 المنعقدة في تونس تقدم نموذجا للرد على الهجمة التي تستهدف المنطقة ومستقبل شعوبها، وقال جلالته ان المرحلة تحتاج لرص الصفوف لمواجهة الهجمة، فالاردن الذي تجاوز ازمات صعبة منذ تأسيس الدولة الاردنية قبل قرن قادر اليوم على تجاوز هذه الازمة ويقينا سيخرج اكثر قوة ومنعة امام الطامعين، وان الفرصة امام العدو فقط بالانصياع للسلام اذا اراد العيش كما بقية شعوب المنطقة وبدون ذلك فإن كل مليارات الدولارات والمكينة العسكرية لن تقدم له الكثير فاليوم يعيش في فلسطين التاريخية من النهر الى البحر سبعة ملايين فلسطيني جلهم من الشباب ومثلهم من اليهود تجمعوا من الشرق والغرب وبعد عقد من الزمن سيكون جلهم من كبار السن والمتقاعدين الساعين للرعاية الصحية والطبية، وان لا مستقبل لهم في المنطقة بدون قبول الطرف الآخر لهم.
صوت القوة والعقل الذي طرحه الملك في قمة تونس يدق ناقوس خطر حقيقي وان على جميع الاطراف التقاطه والتعامل معه بحكمة، وبغير ذلك سنجد عشر سنوات قادمة حافلة بالمتغيرات سيكون الخاسر الاكبر الكيان الصهيوني وخلفه إدارة ترمب الذين يعتقدون اليوم انهم الاقوى والاقدر على تسيير الدفة وفق سياسات عجفاء، ومن لا يستطيع قراءة التاريخ لا يمكن ان يفهم الواقع ولا يستشرف المستقبل.
الدستور = الاثنين 1-4-2019