رحل ابو تفليقة وبقيت الجزائر

تم نشره السبت 06 نيسان / أبريل 2019 12:28 صباحاً
رحل ابو تفليقة وبقيت الجزائر
عمر عياصرة

ما يجري في الجزائر مدعاة للانتباه، فرغم انتكاسة الربيع العربي، الا ان بلد المليون شهيد تأبى الا ان تعيد انتاج الحراك الشعبي بابهى صوره وارقاها.
حراك شعبي سلمي، عنيد، واقعي، الى الان اظهر وعيا وردعا لكل المراوغات التي ابداها النظام السياسي الجزائري، ولا زلنا ننتظر تطور الاحداث وانعطافاتها.
الرئيس عبد العزيز بو تفليقة، قدم استقالته مرغما، لكن الجدل بين حلقات النظام لا زال على اشده، فالجيش ومؤسسة الرئاسة يتراشقان دون حسم واضح حتى الان.
اطراف اللعبة، ستنحصر بتقديري قريبا بثلاث لاعبين، الجيش والحراك والمعارضة، اما الدولة العميقة «رجالات بوتفليقة» فلا اعتقد انهم سيحظون بفرصة التشويش بعد الان.
الاعين تراقب وتتوجه نحو الجيش، كم سيترك الارادة الشعبية لتعبر عن نفسها، كيف سيتصرف، وهل سيعود لقواعده وثكناته ام انه سيناور ليكون جزء من الحكم، اسئلة برسم الاجابة التي ستتكفل بها قادم الايام والشهور.
هناك مخاوف من تكرار السيناريو المصري، لكني استبعد ان يعاد تكرار ذلك المشهد البائس الذي عاشته الثورة المصرية، فهناك فوارق كبيرة بين التجربتين من ناحية الوعي وطبيعة المؤسسة العسكرية ونوعية الحراك وقواه.
حتى الان، موقف الخارج، غير واضح، فالموقف الفرنسي ملتبس، واظنها ستعترف بالامر الواقع في النهاية، اما الدول العربية التي اعتادت مواجهة «الارادة الشعبية» فاعتقادي انها مرهقة بما يكفي لتسلم الجزائر من كيدها.
انا متفاءل، ستعبر الجزائر من تحت ركام التعقيدات لتنجز الوعد الديمقراطي، والسبب، انه لا يوجد متحمس في داخل تلك البلاد للفوضى، فالسنوات الصعبة في عقد التسعينات كافية لتردع كل شوفيني يرغب بالدمار.
في بلد المليون شهيد بارقة امل، وتخيلوا معي، جزائر ديمقراطية، ومعها تونس، واللى جانبها المغرب الصاعدة نحو الملكية الدستورية.
هذا المثلث سيؤثر على ليبيا قطعا، وقد تنظم السودان له رغم انفها، وعندها لن تقوى مصر الاستمرار على الاستبداد، وبعد ذلك قد تتبدل المنطقة استجابة لموجة الربيع العربي الثانية التي انطلقت من الجزائر.
مرة اخرى، الامور ليست بهذه البساطة، او التسطيح، لكنها واعدة، وتؤكد ان الشعوب العربية لن تصمد كثيرا امام ركام الثالوث المهين ( استبداد وفشل تنموي وغياب الكرامة )، من هنا انا ابوح بتفائلي.

السبيل - الخميس 4-4-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات