«إسرائيل» اليمين
ثشبث الاسرائيليون بخنادقهم اليمينية المتطرفة، وحافظوا على مواقفهم الرافضة للمفاوضات والسلام والتعايش، واقامة علاقات طبيعية مع الشعب الفلسطيني والمحيط العربي، وامسكوا بنزعتهم العنصرية احادية القومية وانزوائهم العرقي، وازاحوا بأنفسهم اكثر الى زوايا الحشر التي تكدسوا فيها ليلامسوا تطرفهم المقدس بالنسبة لهم، ويبتعدوا اطول مسافة ممكنة عن امكانية التعايش السلمي مع الاخرين، هكذا تقول نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي افرزت 65 يمينيا اصوليا متشددا في الكنيست الجديد، يحسبون على حزب نتنياهو الذي سيعيد تشكيل حكومة الاحتلال، وهو يتمتع بأغلبية مريحة ان لم تكن مطلقة، بعد ان عزز اليمين المتطرف صفوفه بأربعة مقاعد اضافية زيادة عن عدد اعضائه في الكنيست السابق، فيما فاز الوسط العربي بعشرة مقاعد خاسرا بذلك ثلاثة مقاعد حيث كان له ثلاثة عشر مقعدا في الكنيست السابق، ويتفوق اليمين الاسرائيلي في الكنيست الجديد بخمسة مقاعد عدديا على ما يسمى باليسار والمعارضة الاسرائيلية التي استطاعت الحصول على 55 مقعدا مع المقاعد العربية .
نتيجة الانتخابات الاسرائيلية تعكس توجها تاريخيا للاحتلال الصهيوني، الذي يرفض التعامل مع قرارات الشرعية الدولية والارادة الدولية، في تحقيق سلام دائم وعادل وشامل يمكن ان يستمر، ويجنب المنطقة ويلات الحروب والصراعات المستمرة منذ ان وجد الاحتلال في فلسطين.
تطبيق برنامج ترامب -نتنياهو سوف يستمر ويتواصل، والضغط في المرحلة القادمة سوف يتركز على الضفة الغربية المحتلة، بدءً بتطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات القائمة فيها والتي ستقام، ومن ثم ضمها للكيان المحتل، بعد ذلك سيقوم الاحتلال بتوسيع مساحات الضم لتشمل اكثر من ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية وهي المساحة التي يفصلها جدار الفصل العنصري، وقد يسبق كل هذا اعلان من قبل ترامب يعترف فيه بسيادة الكيان المحتل على الضفة الغربية، قبل الاعلان عن صفقة القرن التي سبق تطبيقها على الارض الاعلان عنها، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ العلاقات الدولية، ولم تشهدها الحرب العالمية الاولى ولا الثانية .
الانتخابات الاسرائيلية التي حسمها اليمين لصالحه، سوف تزيد حكومة الاحتلال الجديدة تطرفا وجرأة في التغول على الحقوق الفلسطينية والعربية، وسوف تضع مستقبل ومصير المنطقة في مهب الريح.
الفضل الاكبر بفوز تكتل نتنياهو يعود لحليفه الصدوق ترامب من باب رد الجميل، ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان ترامب هو الذي قاد عمليا حملة نتنياهو الانتخابية، وقدّم له ولحزبه والاحزاب المتطرفة المنضوية في سربه كل ما تمنوا وطلبوا بل زاد كثيرا، والاسابيع او الاشهر القليلة القادمة سوف تجيب على سؤال ..الى اين تتجه المنطقة؟؟.
الدستور - الخميس 11-4-2019