لوكهيد مارتن تلحق بوينج
بعد اشهر على سقوط طائرة الشبح إف 35 الاكثر تطورا بين الطائرات الامريكية المقاتلة خلال شهر ايلول / سبتمبر الماضي كاليفورنيا جراء عيوب تقنية، اعلنت وزارة الدفاع اليابانبة عن تحطم مقاتلة شبح من طراز إف 35، في المحيط الهادي، خلال مهمة تدريبية، وسط مخاوف من أن يكون الحادث ناجما عن عيوب تقنية، وتم وقف طائرات من نفس الطراز عن الخدمة بشكل مؤقت عقب الحادث، لكن الطائرة التي تنتجها لوكهيد مارتن الامريكية ما تزال إحدى الرهانات الكبرى للصناعة العسكرية في الولايات المتحدة.
اسهم الشركة في بورصة وول ستريت انخفضت في اول رد فعل على ثاني تحطم للطائرة الاحدث، ومن المتوقع ان عددا من الدول على الارجح عدم المضى قدما في اتمام صفقات الشراء/ وتعتبر طوكيو اكبر دولة تعاقدت على شراء 147 طائرة من هذا الطراز، ويبلغ سعر الطائرة الواحدة 100 مليون دولار، كما تعاقد الكيان الصهيوني على شراء 100 طائرة منها بصفقة تصل قيمتها نحو 10 مليارات دولار.
كارثة لوكهيد تعيد الى الواجهة مجددا تداعيات تحطم طائرتي بوينج 737 ماكس الامريكيتي الصنع ..الاولى مملوكة للشركة الاندونيسية خلال شهر تشرين الاول / اكتوبر الماضي، والثانية للشركة الاثيوبية قبل شهر ووقع عدة مئات من المسافرين ضحايا وتشير التحقيقات الاولية انه قد تكون عوامل تقنية وراء تحطم الطائرتين، والامر يتكرر لحادث طائرتي إف 35 الامريكية في وكاليفورنيا والمياه الاقليمية لليابان، وتطرح اسئلة كبيرة ولا تجد إجابات كافية للصناعات المدنية والعسكرية الامريكية.
ارتفاع حوادث تحطم الطائرات الامريكية المدنية والعسكرية يؤثر على سلامة الصناعات الامريكية المتقدمة خصوصا تلك التي تتصل بحياة الانسان، ويؤثر على تنافسيتها في الاسواق الدولية التي يقينا تصب في مصلحة المنافسين في مقدمتهم ايرباص الاوروبية التي اظهرت تقدما كبيرا في الاسواق الدولية، والصناعات العسكرية الروسية التي قطعت اشواط بعيدة للاستحواذ على اسواق مهمة وبكلف معتدلة بالمقارنة مع مثيلاتها الامريكية والغربية.
التغيرات في الصناعات العالمية والاسواق تبدأ صغيرة وبطيئة لا تلبث ان تتسارع حركة دورانها، ويزيد الطين بلة مجموع السياسات الحمائية والإغلاقية التي تمارسها إدارة ترمب الذي لايفرق كثيرا بين الحلفاء والاصدقاء والمنافسين، وهذه السياسات يرصدها العالم بحذر شديد مع تفاقم الحرب التجارية التي تشنها الإدارة الامريكية تارة على الصين وتارة اخرى على اوروبا، مع فرض عقوبات بالجملة على روسيا وتركيا وايران وكوريا الشمالية..امريكا ترهق الاقتصاد العالمي وتبطئ معدلات النمو وتشعل الحروب المباشرة وبالوكالة في العالم والنتائج ليست مضمونة.
الدستور - الجمعة 11-4-2019