لقاء الملك و«الإصلاح»
لك ان تقرأ لقاء الملك الاخير مع نواب كتلة الاصلاح النيابية بالشكل الذي تريد، فهناك من يراه روتينيا، وآخرون يبالغون في تحميله ما لا يحتمل.
شخصيا، ارى في اللقاء بعض الحمولة السياسية والرسائل، فرغم صحة ما يقال، بأن اللقاء جاء كموعد للقاءات الملك مع الكتل البرلمانية، الان اختيار الديوان للتوقيت «بعد المبادرة والرسالة» لا يخلو من الغرض.
حفاوة الحركة الاسلامية باللقاء كانت كبيرة، ربما مبالغ فيها، لكن يفسرها ان محاولات كسر الجمود مع الملك كانت هدفا في الآونة الاخيرة عند قيادات الحركة.
كما ان الحركة الاسلامية تعرضت في السنوات الاخيرة لضغوط كبيرة، وتقليم اظفار، وقيل ان ذلك كله بسبب قناعة الملك ان الاسلاميين في اثناء سنوات الحراك المرعبة، مارسوا الاستقواء على الدولة.
لذلك الحفاوة باللقاء متفهمة، على اعتبار ان ثمة جليدا بدأ بالذوبان، ويعزز ذلك قناعة البعض ان الظرف الاقليمي المتعلق بالقضية الفلسطينية يساعدان في دفع الامور للأمام.
ما أخشاه من ردود فعل الحفاوة الاحتفالية ان تفهم بعض مرجعيات الدولة، الراغبة باستمرار الصراع وتقنينه، بأن الحركة مستميتة وسريعة الذوبان، وانها تقاتل من أجل تفهم موقفها.
وحتى لا «نعوم في شبر مي» الاحتمالات كلها واردة، وقادم الأيام كفيلة بتقديم الأدلة والبراهين على طبيعة واتجاهات العلاقة بين السلطات والحركة الاسلامية.
من جهة اخرى، لفت نظري اهتمام الآخر من خارج الاسلاميين والدولة باللقاء، وهذا يؤكد استمرارية ثنائية الإخوان والدولة في أذهان هؤلاء دون ان انكر وجود بعض من تلك الثنائية.
اتمنى ان يكون اللقاء بداية لمرحلة جديدة، عنوانها الاصلاح والانفتاح على الجميع، فالبلد تحتاج الى داخل قوي، وتحتاج الى حقيقة اجرائية هامة عنوانها «الملك للجميع».
السبيل - الاربعاء 17-4-2019