ونرفض التطبيع..!!
في الوقت الذي ینادي بعض من یطلقون على أنفسھم ”مثقفین“ بالتطبیع مع الكیان الإسرائیلي، تثبت الشعوب العربیة یومیا، أنھا لاتقبل التطبیع، وترفضھ جملة وتفصیلا، وتنبذ من یدعو لھ. وھناك أمثلة عدیدة وكثیرة على ذلك، منھا ماھو معلن، ومنھا ماھو غیر معلن، وانما یمارسھ صاحبھ بقناعة مطلقة، ودون أي ندم، بل یكون فخورا بموقفھ المعارض والرافض للتطبیع مع ھذا الكیان الغاصب ومن یمثلھ، مھما كان حجم ھذا التطبیع ومستواه. لاینظر المقاوم والرافض للتطبیع للامور من زاویة الربح المادي، أي حتى لو خسر مادیا فھو منتصر ومستفید من مقاطعتھ ورفضھ التطبیع؛ إذ بذلك یعزز جبھة المقاومة ضد ھذا الكیان المحتل والذي یمارس أشد أنواع الاحتلال والقتل والعدوان. أول من أمس، رفض لاعب المنتخب الوطني لكرة الطاولة سلامة محفوظ، اللعب أمام لاعب إسرائیلي في بطولة العالم في ھنغاریا، فاعتبر خاسرا، من قبل منظمي البطولة.. طبعا، ھذه الخسارة تتناقض مع تطلعات اللاعب الذي ذھب إلى ھذه البطولة لیربح، ویفوز ویرفع اسم بلده عالیا في ھذا المحفل العالمي. ولكنھ، كسب احترام وتقدیر شعبھ، وكافة الشعوب العربیة التي ترفض التطبیع، وتثبت دائما أنھا لایمكن أن تتنازل عن مبادئھا وثوابتھا، مھما كانت المغریات أو الضغوط أو التحدیات. لیس غریبا على الأردنیین ھذا الموقف.. فعبر التاریخ وفي كل یوم یتصدون للتطبیع، ویتصدون لكل المؤامرات التي تحاك ضد القضیة الفلسطینیة، ویرفضون التنازل عن مبادئھم، بالرغم من كل الضغوط التي یتعرضون لھا. في ھذا الوقت، وللأسف، یخرج علینا أشباه مثقفین عرب، وھم قلة، یدعون للتطبیع مع ھذا الكیان، ویطالبون بإقامة علاقات طبیعیة معھ، بذرائع واھیة، لاتقنع أحدا، ولكنھا تجد صدى عند سلطات الاحتلال، التي تجد في ھذه الدعوات فرصتھا لإحباط المقاومین للتطبیع، وللحدیث عن تطبیع واسع قادم مع دول عربیة.
ولكن، ذلك، لن یغطي الشمس بغربال، فالشعوب العربیة تقاطع المحتل وترفض التطبیع معھ، وھناك أمثلة عدیدة على ذلك، فالعدید من الریاضیین العرب، رفضوا المشاركة أو خوض بطولات لوجود إسرائیلیین فیھا.. وھناك ایضا مثقفون وفنانون وسیاسیون ونقابیون وغیرھم یرفضون التعامل مع أي جھة إسرائیلیة، وقاطعوا مؤتمرات وفعالیات عالمیة لوجود إسرائیلیین فیھا. في كل یوم یثبت الأردني والفلسطیني على وجھ الخصوص والعربي، على وجھ العموم، رفضھم للتطبیع.. وفي ظل ھذه الحقیقة، لاخوف من صفقة القرن، وماتحملھ من مخاطر، ومؤامرات على القضیة الفلسطینیة، فالمقاومة لاتتوقف وتأخذ دائما أشكالا جدیدة، وستنتصر في النھایة.. لن یستطیع ھذا الكیان تحقیق مآربھ، ولن ینتصر مھما كانت شدة مؤامراتھ ومخططاتھ. القضیة الفلسطینیة باقیة، ولن یتم تصفیتھا، مادام ھناك شباب مثل سلامة محفوظ. وھم بالمناسبة كثر، والدلیل نراه في كل یوم.
الغد - الثلاثاء 23-4-2019