تقرير العفو الدولية حول ضحايا الرقة من المدنيين
قال احدث تقرير لمنظمة العفو الدولية أن الطائرات الامريكية قتلت 1600 مدني في الرقة وحدها .
التقرير الذي نشرته رويترز الجمعة قال واقتبس :" ما خلصنا إليه هو أن الهجوم العسكري الذي شنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة تسبب بشكل مباشر في مقتل أكثر من 1600 مدني في الرقة " .
المنظمة الدولية التي يعمل فيها 7 ملايين شخص عبر العالم اعتبرت ذلك انتهاكا للقانون الدولي الانساني ، داعية لايجاد صندوق لتعويض الضحايا " .
وتقول التقارير المستقلة أيضا ، أنه تم تدمير الرقة بالكامل حيث لم تعد تصلح للسكن وللحياة ، وسط وجود عسكري للمئات من عناصر تنظيم سوريا الديمقراطية الذين تدعمهم أمريكا وتشكل وحدات الحماية الكردية عامودهم الفقري .
ولأن التدمير بالتدمير يذكر ،فإنك لا تملك إلا أن تعرج على الموصل ، مدينة يونس بن متى عليه السلام ، ولكي نبقى في اطار الارقام الرسمية فقد قالت مفوضية حقوق الانسان في العراق في آخر تقرير لها الشهر الماضي : إن ما يربو عن 5 آلاف جثة تم انتشالها من تحت الأنقاض ، وهذا العدد لا يشمل الذين كانوا في الطرقات والازقة ، بينما لا زالت آلاف الجثث تحت الردم ، وتقول الجهات الحكومية العراقية إنه لا يمكن انتشالها الا بعد أزاحة أكداس الاسمنت والحديد والتراب وهو امر صعب حتى الآن بسبب الامكانيات من جهة ، وجسامة التدمير وفظاعة الآثار التي أحدثتها أحدث القنابل التي القيت على المدينة من جهة اخرى ، أي أنك تتحدث عن آلاف الاشخاص ممن ينتظر ذووهم انتشال أشلائهم لتأبينهم ودفنهم .
الرقة والموصل اللتان احتلهما تنظيم داعش الارهابي الذي شوه الاسلام ، والذي ارتكب أبشع الموبقات بحق جميع المكونات في العراق وسوريا ، وفي العالم ، ليستا سوى مثالين من بين عدة مدن تم تدميرها عن بكرة ابيها بدون ضجة ، بدعوى مطاردة اعضاء التنظيم الارهابي الذي اتخذ اهل هذه المدن دروعا بشرية ، فكان الرأي العسكري هو تدمير هذه المدن على رؤوس الدواعش ، وأيضا على رؤوس الرهائن المدنيين ، وبدون أن تطرف عين متخذي مثل هذا القرار الدموي ، أو التحسب من أن هذه المدن تضم آلاف الشيوخ والنساء والاطفال الذين لا علاقة لهم بداعش ولا باجرامها لا من قريب ولا من بعيد ، وسبب هذا الاستهتار : هو أنه لا احد قادر على محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم .
لم نسمع مسؤولا رسميا واحدا في الدول "الديمقراطية" في الغرب يتحدث أو يعلق على هذا التقرير ، والسبب بسيط وواضح : وهو أن طائرات هذه الدول ملوثة جميعها بآثار دماء الابرياء .
لا نتحدث عن حمص التي جعلتها البراميل والطائرات الروسية اثرا بعد عين ، ولا عن حلب التي شنت عليها افظع وابشع الغارات بطريقة حاقدة ، ولا عن الغوطة واخواتها من المدن والقرى من حول دمشق وضمن حدودها ، كما لا نتحدث لا عن الرمادي ولا الفلوجة ولا اي مدينة او قرية او ناحية تم محوها عن الخريطة ، بل إننا نقف فقط عند تقرير المنظمة العالمية هذا الذي أحصى 1600 مدني من بين رجل وطفل وامرأة في الرقة ، ممن لا ناقة لهم ولا بعير ولا علاقة لهم بداعش وتنظيمها المتخلف .
لماذا هذا الصمت المشين والمخزي يا دعاة الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان ، ومن يعوض هؤلاء الضحايا وذويهم ؟ .
وهناك سؤال لا بد من طرحه : ما الفرق بين دولكم المتحضرة وبين دولة داعش البائدة ؟؟ .
جى بي سي نيوز - الأحد 28-4-2019