الإدارة الأمريكية غير موثوقة
لا نثق بالسياسة الامريكية المنحازة تماما للاحتلال الصهيوني، لكننا نثق كل الثقة بحكمة وذكاء وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته السامية للحكومة والجهات المعنية، وبادارة جلالته الناجحة والمتميزة لعلاقات المملكة مع جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الامريكية.
التصريحات التي ادلى بها غرينبلات احد اعضاء الثالوث الاكثر تصهينا في الادارة الامريكية، الى جانب كوشنير وبولتون، والتي قال فيها ان الولايات المتحدة لا تنوي الاساءة للاردن، ولا حل القضية الفلسطينية على حسابه، وهو بلد حليف لاميركا، يجب ان تكون سببا للحذر اكثر والتنبه من سياسات الادارة الامريكية الخاصة بالمنطقة خلال الاشهر القادمة، لا ان تؤخذ على انها رسائل تطمينات صادقة وموثوقة، لان قرارات الادارة الامريكية الحالية لا تقررها المصالح الامريكية بقدر ما تمليها مصالح الاحتلال الصهيوني وحكومة اليمين الصهيونية، ومطالبها واملاءاتها التي لا تنتهي، فقد سبق للرئيس الامريكي ترامب بأن وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه سوف يعلن على الفور موافقته على حل الدولتين وانه الخيار الافضل لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن عباس تفاجأ باعلان ترامب ان القدس عاصمة موحدة للكيان المحتل، وبقرار نقل السفارة الامريكية من تل ابيب اليها، وتبع ذلك تسارع في خطوات وقرارات الادارة الامريكية في خدمة الاحتلال وحكومة نتنياهو، باغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن والحصار المالي وقطع المساعدات الامريكية عن السلطة والاونروا، والاعتراف الامريكي بسيادة الاحتلال على الجولاان السوري المحتل، وما يزال المسلسل مستمرا.
الادارة الامريكية لا ترى في منطقة الشرق الاوسط غير الكيان المحتل، ولا تتردد في بذل الغالي والنفيس من اجله، ولا تحركها الا مصالحه ومطالبه، وهي على استعداد ان تفعل كل تؤمر به من قبل الاحتلال الصهيوني، وهكذا فعلت مع تركيا، حليفها الاستراتيجي وشريكها في عضوية حلف الناتو، عندما اوقفت صفقة بيع طائرات (اف 35 )، المتعاقد عليها، بحجة شراء تركيا منظومة دفاع جوي روسية من طراز( اس 400 )، لكن الحقيقة الغاء الصفقة جاء بطلب اسرائيلي، ومن اجل الحفاظ على امنها وضمان استمرار تفوقها العسكري وبشكل خاص الجوي، وكذلك ضمان عدم انتقال تكنلوجيا هذا النوع من الطائرات الامريكية الحديثة والمتطورة جدا، الى دول اخرى مثل روسيا وايران.
كل المعطيات والمؤشرات الموجودة في هذه المرحلة، تؤكد ان ادوات اللدغ الامريكية ممدودة في جميع الاتجاهات، وان حكومة الاحتلال الاسرائيلي هي التي تتحكم بها وتوجهها حيث تشاء، ولا يجوز الاطمئنان لها والامان منها، فهي سامة في جميع الحالات، ومن الصعب معرفة او توقع توقيت ضربتها.
الادارة الامريكية الحالية لا تحترم الامة العربية، ولا تقدّر دورها على المستويين الاقليمي والدولي، ولا تتعامل معها الا على مبدأ الربح والكسب المالي الدائم، ولا تؤمن بالعلاقات التي تقوم على التحالفات، وانما على الابتزاز والاستفزاز والترهيب والترغيب، وتقديم كل ما يخدم مصالح الاحتلال الصهيوني على مصلحة الشعب الامريكي، وعدم الاكتراث بمصالح الدول الاخرى.
الدستور - السبت 27 نيسان / أبريل 2019.