بلدنا بلد الأسرة الواحدة
نحن في الأردن بلد الأسرة الواحدة وبلد الأطياف السياسية المتعددة وبلد الحرية والديمقراطية فأي مواطن مهما كانت إنتماءاته السياسية والحزبية يستطيع أن يدلي برأيه بشكل علني مهما كان هذا الرأي ومهما كانت إتجاهاته حتى لو كان مخالفا لرأي الأغلبية أو حتى ضد سياسة الدولة الأردنية بل إن البعض يطعن أحيانا بمصداقية الحكومة ويكيل لها الإتهامات بدون أن يكون لديه ولو دليل واحد على ما يقول بل ويخرج البعض من هؤلاء المشككين على إحدى المحطات الفضائية ليدلي بآرائه مع أنه يعلم علم اليقين بأن الفضائية التي تستضيفه تتمنى أي شيء يمكن أن يسيء للأردن لتذيعه من على شاشتها ومع ذلك فالحكومة والأجهزة المختلفة تتسع صدورها لهؤلاء وتستوعبهم ولا تسألهم كما يحدث في معظم دول العالم الثالث لكي يكتشفوا بعد فترة قصيرة أنهم مخطئون وأن ما قالوه أو إدعوه بعيد كل البعد عن الحقيقة .
يستطيع المشككون أن يشككوا كما يريدون ويستطيع هؤلاء أن يخرجوا إلى الفضائيات لكي يطعنوا ببلدهم وبمؤسساته لكنهم يعرفون تمام المعرفة بأن هذا التشكيك لا يستطيعون أن يقولوه في بلد آخر غير الأردن ويعرفون تماما بأنهم لن يلاحقوا لأن صدر هذا البلد وديمقراطيته يتسعان للجميع الذين يعتبرهم قائد الوطن أسرته الواحدة وهو حريص دائما على أن تظل هذه الأسرة متماسكة متراصة وإذا ما ضل أحد أفرادها طريق الصواب فسيعود في النهاية إلى صوابه لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح .
أما بعض هؤلاء المشككين الذين يعرفون في أعماقهم بأنهم لا يقولون الحقيقة فإن تشكيكهم هذا لم يأت من قناعات فكرية أو مواقف سياسية حقيقية يؤمنون بها ويدافعون عنها بل مع الأسف الشديد لأسباب مصلحية آنية نعرفها جميعا لأننا مررنا بتجارب واقعية مع بعض هؤلاء الإخوة ورأينا كيف ينتقلون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ويصبحون منافحين شرسين عن الدولة الأردنية وعن الحكومة التي كانوا ينتقدونها بشدة ولدينا عدة أمثلة على ما نقول لكننا نتحفظ على ذكرها إحتراما منا لهؤلاء وحفاظا منا على خصوصيتهم .
لقد مر الأردن بمراحل صعبة في حياته عبر السنوات الماضية وتعرض لهجمات شرسة من بعض الأشقاء الذين وجدوا من يناصرهم هنا من الداخل ووصلت الأمور إلى فترات صعبة جدا لكن عزيمة القيادة وإرادتها إستطاعت أن تقود السفينة وسط الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان وعاد كل المشككين وغيروا قناعاتهم بعد أن إكتشفوا أن ما يجدونه في بلدهم وفي حسن تصرف قيادتهم لن يجدوه عند أولئك الناس ومن ثم عادوا إلى أحضان بلدهم وآمنوا بأن القيادة الهاشمية هي قيادة عاقلة ومتزنة ومتسامحة وأنها تتعامل مع أبناء هذا البلد كأسرة واحدة وأن من يخرج عن إرادة هذه الأسرة سيعود إن عاجلا أو آجلا إلى حضيرتها بعد أن يكتشف الحقيقة بنفسه .
الدستور الاثنين 29 نيسان / أبريل 2019.